سامي الخرافي مخاطباً وزير التربية: متى تبدأون 'نفضتكم' للوزارة؟!

زاوية الكتاب

كتب 583 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  إلى وزير التربية مع التحية

سامي الخرافي

          

معالي وزير التربية.. الحديث عن الوزارة حديث ذو شجون، ولا أعرف سببا لذلك، فاسمح لي بأن أخاطبكم خطابا مباشرا يلامس وجدان كل تربوي يتألم لما يحدث في وزارتنا، ويأمل أن يأتي من ينهي ذلك في القريب العاجل.

يا معالي الوزير، لو تأملت الوظائف الإشرافية الشاغرة في جميع المناطق التعليمية وتواجيه العموم، التي لم يتم تسكينها منذ فترة طويلة، لتعجبت من سبب هذا التأخير، فهل يعني ذلك أنه لا توجد لدينا كفاءات في الميدان التربوي؟

أما الضجة الإعلامية والشعبية التي صاحبت ما يسمى بقرار «الوزن النسبي» للمرحلة الثانوية ثم التراجع عنه أو إلغاؤه أو إيقافه لمزيد من الدراسة، فنحن نعتقد أن هناك من يريد أن يشغلك بأمور أخرى لا نعرف سببا لها فالوزن النسبي كان موجودا منذ سنوات، ولكن لماذا يثار حاليا؟ ومن المستفيد؟ وهذا يعني أن قرارات مشابهة سابقة، أو قرارات قد تتخذ مستقبلا، قد تلغى إما لضعفها وارتجاليتها ومزاجيتها «وما أكثرها»، وذلك بعد دراستها واجتماعات اللجان.. وقد يكون ذلك من أهم أسباب تردي وضعنا التعليمي، وسأضرب لكم مثالا على ارتجالية بعض القرارات، حيث وجهت الموجهة العامة لرياض الأطفال بالإنابة كتابا بتاريخ 9/11/2014 الى الوكيل المساعد للتعليم العام د.خالد الرشيد لتجديد طلب تعديل نصاب المعلمات وتجنيب تدخل أي أطراف خارجية كـ «جمعية المعلمين الكويتية» لعرقلة مثل ذلك المقترح، فهل أصبحت الجمعية الآن تعرقل العمل؟ وقد تم تعميم ذلك الطلب على بعض المناطق التعليمية وتم العمل به بعد اعتماده بكلمة «يعتمد» من قبل الوكيل المساعد للتعليم العام.

لقد قرأنا تصريحا لكم بأن هناك عددا من المدارس القديمة ستهدم بسبب خطورتها على أبنائنا الطلاب، وتلك لفتة «أبوية» طيبة ورائعة من قبلكم، ولكن هناك تساؤلات عديدة: لماذا لم يتم تبليغ أولياء الأمور في نهاية العام الدراسي الماضي لكي يكونوا على بينة من أمرهم؟ كما أنه في حال نقلهم ستكون هناك كثافات عالية في الفصل الواحد قد تصل الى 40 طالبا، وفي حال وضع «فصول خشبية» مؤقتة في المدارس المنقولين إليها ستكون هناك ضجة إعلامية وشعبية، فلا طبنا ولا غدا شرنا، خصوصا أن بناء المدارس يستغرق وقتا ليس بالقصير.

أما المناسبات والاحتفالات والمؤتمرات، وما أكثرها، فهي تشغل أهل الميدان عن أداء عملهم، وتسبب ربكة في العمل، علما أن أكثرها ليس ذا مردود وفائدة للميدان التربوي سوى أنها مناسبة ممتازة للالتقاء بالأصدقاء فقط لا غير.

معالي الوزير.. في تصريح لكم بأن وزارة التربية تحتاج الى «نفضة» في المناهج، فإننا نشد على أياديكم، فهي الشغل الشاغل لكثير من أهل الميدان وأولياء الأمور، وقد أصبحت البيوت تعج بجميع المعلمين الخصوصيين على مدار الساعة، بسبب صعوبة كثير من المناهج، من المرحلة الابتدائية الى الثانوية، علما أن غالبية مخرجات التعليم تشتكي من ضعف الطلاب، وخصوصا في اللغتين العربية والانجليزية.

معالي الوزير.. لا شك أن أهم عنصر لنجاح أي مشروع تربوي هو وجود فريق عمل «دائم» مخلص متخصص ذي كفاءة قادر على إعطاء الرؤية الواضحة لأصحاب القرار قبل تنفيذ أي مقترح يتم تطبيقه في الميدان، لأنهم أصحاب خبرة، ويتمهلون في إصدار أي قرار قد يضر الميدان، فأتمنى أن يكون فريقك من أهل الميدان، وأن يكون عملهم «تطوعيا»، ليكون نجاح القرارات مضمونا.

معالي الوزير.. هذا قليل من كثير.. فمتى تبدأون «نفضتكم» في الوزارة ليصلح حال تعليمنا، الذي أصبح لا يسر عدوا ولا صديقا.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك