بنات خارج نطاق التغطية!.. بقلم عبد العزيز الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 497 مشاهدات 0


الراي

رسالتي  /  بنات خارج نطاق التغطية

د. عبدالعزيز صباح الفضلي

 

البنت نعمة أم نقمة؟ هل هي مصدر سعادة أم تعاسة؟ هل هي طريق للجنة أم للنار؟

في المجتمع الجاهلي قبل الإسلام كان مصير البنت غالبا تحت التراب، خوفا من الفضيحة والعار، ثم جاء الإسلام فكرمها وجعلها أحد أسباب دخول الجنة إن أحسن الأب أو الأخ رعايتها وسد حاجتها.

لكن ما حال البنت اليوم؟

بعض البنات هي مصدر لسعادة الأسرة باستقامتها وحسن أخلاقها وطاعتها لوالديها، وبعضهن يعيشن في البيت كالغريبة لا لها ولا عليها مشغولة بخصوصيتها لاهية عمن حولها وإن كانت موجودة بجسدها.

وهناك نوعية أخرى يتمنى الوالدان لو أنها ماتت يوم ولادتها، سوء خلق، عقوق للوالدين، تمرد على القيم وعادات المجتمع، رغبة بعيش حياة اللهو والعبث، متأثرة بدعوات بعض وسائل الإعلام الداعية إلى تمرد الفتاة على كل القيود، مقلدة لزميلاتها اللاتي أصبح الشيطان معلمهن وقائدهن... تريد أن تعيش حياة الحرية الزائفة، التي تعيشها الفتيات في الغرب، ولا تريد أن يقع على مسامعها كلمة ممنوع أو حرام.

هذه الفتاة بلا شك أنها أخطأت طريق السعادة، وانحرفت عن مسار نجاتها في الدنيا والآخرة.

أما في الدنيا فكثير ممن يحملهن هذا الفكر وقعن فريسة ذئاب بشرية، أو إدمان للمخدرات، أو للفشل الدراسي وضياع للمستقبل، وعزف كثير من الشباب عن الاقتران بالحلال بمثل هذه النوعية من الفتيات، فمن الذي يقبل الزواج من فتاة متمردة؟

وغالبا ما تجلب هذه الفتاة على أهلها الويلات والحسرات، وكم أصيب بعض الآباء والأمهات بجلطات قلبية أو دماغية بسبب تصرف معتوه ارتكبته ابنتهم التي لم تتحمل المسؤولية ولم تقدر معنى الثقة، وأما عاقبة الآخرة فهي لا تخفى على أحد إن لم تتداركها رحمة الله وعفوه.

نقول لهذه الفتاة إن طريق السعادة في طاعة الله وليس في مخالفة أمره، نقول لها أنت لا تمثلين نفسك، بل تحملين اسم أسرتك وعائلتك فكوني مصدر فخر واعتزاز وليس بوابة للانتقاص والتعيير.

يا ابنتي دعك ممن يزينون لك الحرام، ويضعون لك السم في العسل، ولا يفكرون إلا بالاستمتاع بجمالك وأنوثتك بالحرام، فإذا ذهب ذلك الجمال، بمرض أو كبر سن لم يلتفت إليك أحد، وانظري إلى من كُنّ يوما يعتبرن نجمات المسارح وبطلات شاشات العرض أين مصيرهن اليوم؟

إذا أخطأ أحد الوالدين في طريقة التعامل معك، فلا يخدعنّك الشيطان بأن تعاقبيهم بالوقوع فيما حرم الله، أو التجاوز لحدود الله فإنما تلحقين الضرر بنفسك بالدرجة الأولى.

ادعو كل أب وأم إلى الاقتراب أكثر من بناتهم، والحرص على تربيتهن وتنشئتهن التنشئة الصالحة منذ الصغر، والسؤال والتعرف على صديقاتهن ونوعيتهن، والحرص على الإقناع قبل الإجبار في مواضيع الواجب أو الممنوع.

وادعو الأخوات المعلمات في المدارس أن يتحملن المسؤولية في التوجيه والإرشاد وغرس القيم وعدم الاكتفاء بإيصال المعلومات.

كما أرجو من وسائل الإعلام أن يشعروا بثقل الأمانة التي يحملونها، فيكونوا عامل بناء وتعمير، لا معول هدم وتدمير.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك