يكتب خالد الجنفاوي عن الديمقراطي المتخلف
زاوية الكتابكتب ديسمبر 4, 2014, 1:51 ص 786 مشاهدات 0
السياسة
حوارات / 'الإنسان الديمقراطي' لا يفعل الأمور التالية
د. خالد عايد الجنفاوي
يجوز أحياناً, وبهدف الاستيضاح, تعريف الشيء بنقيضه كقول “ان فلانا ليس كذا أو كذا”, ويمكن في السياق البلاغي الاستثنائي تعريف “الإنسان الديمقراطي” بما لا يُقدم عليه ولا يفعله في حياته اليومية. الديمقراطي لا يفعل الأمور التالية في حياته اليومية:
*لا يتعنصر الإنسان الديمقراطي لقبيلته, أوطائفته, أوفئته على حساب مواطنيه الآخرين.
* لا يدعي الانسان الديمقراطي أمراً ديمقراطياً حميداً في الحياة العامة ويمارس نقيضه في حياته الخاصة.
* لا يتأخر الديمقراطي عن عمله, ولا يضيع وقته الوظيفي بتصفح هاتفه النقال أو الجريدة بينما ينظر بين الحين والآخر الى ساعته لمعرفة وقت انتهاء “الدوام.”
* لا يمارس الانسان الديمقراطي الديكتاتورية مع زوجته وأبنائه وأقرب الناس إليه بينما يملأ الحياة العامة بضجيجه الديمقراطي المتكلف.
* يدفع الديمقراطي ما عليه من فواتير الكهرباء والماء ولا يتهرب من دفع أقساطه.
* لا يترك الديمقراطي أبناءه في الشارع يُزعجون الجيران ويهددون الأمن المجتمعي, ويخربون الممتلكات العامة, ويزعجون الناس المسالمين في “المولات” والأسواق.
* لا يسمح الإنسان الديمقراطي لابنه بقيادة السيارة وهو لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره, ولم يحصل على إجازة قيادة.
* لا يسمح الانسان الديمقراطي لابنه باحتقار المختلفين عنه, وبخاصة بعض الوافدين من الجنسيات الاسيوية فقط لأنه يستطيع الاستقواء عليهم.
* لا يُجبر الديمقراطي أبناءه على تشرب الثقافة القبلية, أو الطائفية, أو الطبقية السلبية منذ الصغر ويمنعهم ويثبطهم عن اكتساب ثقافة الانتماء للوطن.
* لا يضيع الديمقراطي الوقت الثمين الذي من المفترض أن يستثمره لتطوير ذاته الإنسانية, أو يقضي معظمه في الاسطبلات والمخيمات والدواوين والمولات وكأنه يحاول التهرب من مواجهه نفسه.
* لا يشكك الديمقراطي في قدرة وطنه, ولا يتشاءم بشأن حاضره ومستقبله, ولا يبث الخطابات المثبطة للعزائم الوطنية بهدف بث الرعب والقلق في قلوب الناس.
يزعم البعض أنهم ديمقراطيون, ويصمون أسماع العامة بخطاباتهم الديمقراطية المتكلفة, ولكنهم في حقيقة الأمر أبعد الناس عن الديمقراطية.
من يتصنع البطولة الديمقراطية عليه أن يفسر للناس العقلاء كيف تتناقض تصرفاته اللاديمقراطية مع ما يدعيه من حرصه على الحرية والعدالة الاجتماعية. كيف للشخص الذي يُرَسِّخ في كل دقيقة من حياته اليومية النعرات القبلية والطائفية والفئوية التفريقية أن يزعم اتباعه النهج الديمقراطي, فهو أكثر الناس تخلفاً في النواحي الاجتماعية والثقافية وأكثر تعنتاً في كراهيته للآخر المختلف.
تعليقات