مجلس التعاون الخليجي اتحاد أنظمة لا شعوب!.. بنظر ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب ديسمبر 3, 2014, 12:58 ص 532 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / قمة الدوحة وأمن الخليج
ناصر المطيري
أعتقد أن الهم الأمني للكيان الخليجي سيكون هو الملف المسيطر على قمة الدوحة الخليجية بعد أيام قليلة وذلك بفعل الظروف الدقيقة التي يشهدها محيطنا الإقليمي.
فالمتغيرات والتحديات الإقليمية المستجدة في المنطقة تتطلب تعاملاً سياسيا أكثر مرونة بين الدول الخليجية ومحيطها الاقليمي وتحالفاتها الدولية من أجل تحقيق الأمن وضمان الاستقرار السياسي.
ومن البديهي أن الصراع والتنافس بمنطقة الخليج العربي سيزداد ما لم تتمكن «دول المثلث الإقليمي» ، ونقصد بها (دول الخليج وإيران والولايات المتحدة الأميركية)، من التفاهم على أرضية المصالح المشتركة، والأخذ في الحسبان أهمية أمن المنطقة واستقرارها، سواء لدولها أو لشعوبها أو لدول العالم.
وعلينا أن ندرك أننا مع العالم والدول الإقليمية نشترك في منطقة يستوجب علينا مراعاة مصالح كل طرف، وفق رؤيته لهذه المصالح، ونرى أن في ذلك تكمن المشكلة، ويمكن وضعها في ثلاثة محاور: أولها أن أحد أسباب الصراع هو أن المصالح قد تتعارض وتختلف رؤية كل طرف لمصلحته. بذلك، يمكن القول إن التوافق بالضرورة سيكون أكبر والصراع أقل كلما اتسعت رقعة المصالح المشتركة بين الأطراف، وعملت الدول على تنميتها.
ثانيا: هناك عنصران من المصالح لكل دولة، هما مصالح الدولة ومصالح الشعوب.
هذا يطرح التساؤل: هل مصالح الشعوب هي نفسها مصالح الأنظمة، أم أن للأنظمة مصالح مختلفة عن شعوبها؟
ولا يخفى أن هناك اختلافا في الأولويات بين مصالح الشعوب ومصالح الدول. ففي ظل غياب المشاركة السياسية الكاملة وتباين مستوياتها من دولة إلى أخرى، فإن مصالح الدول هي في الواقع مصالح الحكومات، وبالتالي في اعتقادي ان مجلس التعاون الخليجي إلى الآن كان ولايزال هو تعاون أنظمة وحكومات أكثر من كونه تعاونا أو اتحاد شعوب. وإلى أن يصبح اتحاد شعوب، سيبقى الاتحاد هشا ضعيفا تتقاذفه مصالح الدول الكبرى، ويكون عرضة لتقلبات علاقات الأنظمة الشخصية مع بعضها البعض.
المحور الثالث: أن دول الخليج إلى الآن لا تملك خيارا استراتيجيا عسكريا.وذلك يتطلب من دول المجلس تحديد مفهوم الاستراتيجية الدفاعية وتوجهاتها المشتركة برؤية موحدة.
الأرضية السياسية من حولنا تتحرك وتتبدل المواقع وتتغير التحالفات، وهذا يتطلب من دول مجلس التعاون الخليجي مواجهة هذا الواقع المستجد والمتغير بالنظر إلى أرضية المصالح المشتركة برؤية استراتيجية تجسد الموقف الموحد في التعاطي مع الملفات الإقليمية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.
تعليقات