فهد بن رشاش يكتب .. الكمال مطلب !

زاوية الكتاب

كتب 1412 مشاهدات 0

فهد بن رشاش

'قال عمر لسعيد فلان كامل فنهره سعيداً بقوله الكمال لله وحده '

لطالما بحث الإنسان عن الكمال مجتهداً ، مبتغٍ بذلك أن يكون مميزاً وأن يعوض شيء من النقص بنظره ، غير أنه لا يعرف عن الكمال إلا إستحالة تحققه ، وقد انقسم الناس تجاه ذلك إلى قسمين : أحدهما يرى أن الكمال أمر مستحيل وأنه من صفات الخالق لا المخلوق ، والآخر يراه بالخلقة فقط ، والرأيان جانبا الصواب ، فكمال الخالق كمال إلهي يناسب ذاته سبحانه ، وكمال المخلوق منتهاه ذلك السقف المُقدر عليه والقدرة المستطاعة منه بقدر طاقته ، و الحقيقة أن الكمال بحق البشر أمر وارد إن سعوا إلى تحصيله ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:( كمل من الرجال الكثير ، ولم يكمل من النساء الا قليل ) ، نعم من البشر من يكمل بخلقه وخلقته.


من كمال خلقتك أنك ترجو أن تكون الأفضل ومن كمال خلقتك أنك تسعى لذلك ، هذا من كمالك يا مريد الكمال ، فالكمال بحقك أنك تُقصّر والكمال بحقك أنك تخطئ ، نعم يا حضرة الساعي للكمال هذا كمالك إن أردت ولا عيب بذلك ، فسعيك للكمال ليس كفر أو تعدي ، بل هو في الحقيقة أمر طبيعي .

- فعقوقك لوالديك نقص وكمالك ببرهما
- تقصيرك بعملك نقص وكمالك بإتقانه
- ظلمك لزوجك وبخسها حقها نقص وكمالك بإكرامها والإحسان إليها
-جهلك بالواقع ومستجدات هذا العصر نقص وكمالك بالتعلم ومواكبة التطور بما ينفعك ويخدم مجتمعك

ومدار ذلك على أصل عظيم من قول الرسول-عليه الصلاة والسلام- (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم خلُقاً)


مجرد التفكير بالكمال يصنع فيك روح الأمل والتفاؤل والتقدم المتواصل ، فلا تبخل على نفسك بذلك فمن منّا لا يريد الكمال ؟! .
الكمال وصف تستحقه بالفعل والقول والسكنات والسكوت في بعض المواقف التي تستلزم السكوت الذي قد يكون أكمل وأبلغ من الكلام .
الكمال ثوب لايليق إلا بمُستحقه ، وهو مبدأ وخارطة هكذا يجب أن تراه كي تكون على جادة التميّز لتحصد ثمرة الكمال ، فمن يسعى للكمال لايريده لقباً يتباهى به .

قال زكي الفيومي :
ثوب الرياء يَشِفّ عما تحته
فإذا التحفت به فإنك عارِ

ومن الكمال أن ترتقِ بفكرك وتسمو بهمتك ، فالسمو والارتقاء السعي لهما قدر الإستطاعة كمال بذاته ، فالسعي للمعالي مَعْلاة لشرف المحاولة وفضل الجدُّ والمثابرة.

قال د.محمد النابلسي:(أن تُحب الكمال شيء وأن تكون كاملاً شيء آخر ، أن تكون كاملاً هذا صبغة وأن تُحب الكمال فهذا فطرة)

لذلك كمالك يا إنسان بالإستدراك والتراجع والإعتذار وذلك يحتاج لشجاعة وحكمة ، فقد قال ابن سينا: الإنسان الكامل هو الإنسان الحكيم.

ما بعد النقطة:
إن ضيق الأفق جعل سعيداً ينكر على عمر وصفه لشخص بأنه كامل ،لذا علينا أن نوسع آفاقنا وألا نتحجر واسعاً ، وعلينا إعمال العقل ، ولا نردد ما يقال دون تفكر وتبصر، هذا ما حصل لصاحب المقال في إحدى المواقف بحياته.


بقلم /
فهد بن رشاش

الآن - رأي: فهد بن رشاش

تعليقات

اكتب تعليقك