ساجد العبدلي يشيد بمحطة «مارينا إف إم» الإذاعية، ويعتبرها تجربة إعلامية مبدعة تستحق التمعن والتفكر
زاوية الكتابكتب أكتوبر 16, 2008, منتصف الليل 916 مشاهدات 0
رشرشها يا وليدان!
د. ساجد العبدلي
مع الانفجار الإعلامي المهول الذي حصل في السنوات الأخيرة وبالأخص على المستوى التقني، ومع تسارع ظهور القنوات
الفضائية وتطور البث عبر الإنترنت وظهور الصيغ الصوتية الإلكترونية صغيرة الحجم، قال بعضنا إن زمن البث الإذاعي
التقليدي قد ولى، وإن قنوات الراديو لن تجد من يستمع إليها من الآن فصاعدا، وقد كان هذا الكلام صحيحا إلى حد كبير، فقد
انحسرت شعبية قنوات الراديو وهرب المستمعون إلى وسائل أخرى، حتى في سياراتهم حيث استطاع «السي دي» و«
الآيبود» ومعه بقية مشغلات «إم بي ثري» التي تحمل آلاف الملفات الصوتية في مساحة صغيرة بحجم كف اليد، أن
تستولي عليهم وتأخذهم بعيدا عن قنوات الراديو ورتابتها.
لذلك فإنه من المبهر جدا، أن يتمكن أحد من اختراق دوران هذه العجلة الإعلامية، فيديرها في الاتجاه المعاكس من خلال قناة
على موجة «إف إم». ما أتحدث عنه هو المحطة الجديدة المبدعة التي ظهرت منذ فترة ليست بالطويلة لتنطلق على سلم
النجاح بشكل تصاعدي حاد، محطة «المارينا إف إم»!
هذه المحطة التي يشرف عليها ويديرها من الألف إلى الياء شباب أغلبهم من الكويتيين، تمكنت من أن تصبح المحطة الإذاعية
الأولى لدى أغلب مستمعي الراديو، بل استطاعت، بعد أن كان الاستماع إلى الراديو مقصورا على الفترة التي يكون فيها
المرء حبيس سيارته أو مقر عمله، أن تعيد الناس إلى عادة الاستماع إلى الراديو في المنازل والديوانيات والتي تلاشت تحت
وطأة جاذبية الفضائيات والإنترنت.
بعيدا عن جدلية أن هذه المحطة ذات طابع غنائي في الغالب، فإن ما أقصده هنا هو ذلك الإبداع الشبابي الذي استطاع أن يقدم
هذا العمل المتفوق، وأن يبلغ حدا من الجماهيرية العالية بأن يصبح خيارا أساسيا للمعلنين.
هذا الإبداع والتفوق يجعلني شخصيا على الأقل أستعيد الإيمان والثقة بأن الشباب الكويتي قادر على العطاء بتفوق وإبداع إن
هو أعطي الفرصة وأبعدت عنه قيود الروتين وإحباطات النمطية التي عادة ما تكون مرتبطة بالعمل الحكومي الرسمي.
«المارينا إف إم» أكثر من مجرد محطة غنائية قد لا تستهوي فكرتها بعضهم، وبالأخص من يتحفظون دينيا على الغناء،
حيث تمكن من يقفون خلفها من تقديم باقة من البرامج نجحت في أن تستهوي الفئات العمرية المختلفة، ابتداءً من الأطفال
وانتهاءً بالشباب والكبار على حد سواء. فبرامج الصباح التي تستهدف الأطفال لا تقل إبداعا عن برنامج الديوانية الحواري
خفيف الظل ولا عن برنامج «مايك مبلتع» ولا عن برنامج «المرش» ومقدمه صاحب العبارة الشهيرة «رشرشها يا
وليدان»، ولا عن غيرها من البرامج التي قدمتها ولاتزال تقدمها «المارينا إف إم»، والتي لم تسعفني الذاكرة لذكرها.
«المارينا إف إم»، استطاعت أن ترسم البسمة، وأن تنتزع الضحكة من شفاه مستمعيها، وأن تملأ لحظاتهم بالبهجة والفرح-
الذي صار عملة نادرة هذه الأيام- وأن تربط هؤلاء المستمعين معها بعلاقة ولاء وحب، لتحقق المعادلة الإعلامية الصعبة،
وأن تتفوق على غيرها الذي لايزال خاضعا للقيود القاتلة للإبداع.
محطة «مارينا إف إم» الإذاعية تجربة إعلامية مبدعة تستحق التمعن والتفكر، بل الدراسة، كما تستحق الإنصاف والإشادة
أيضا.
تعليقات