يكتب عبد اللطيف الدعيج: الشيخ فهد الأحمد سبب تدهور الرياضة الكويتية!

زاوية الكتاب

كتب 2491 مشاهدات 0


القبس

الشيخ فهد الأحمد.. سبب تدهور الرياضة الكويتية

عبد اللطيف الدعيج

 

كنت مقرراً اجازة «استشفاء» طويلة من عناء العمل وهمّ البلد وسطوة المرض. لكن احداث الرياضة الاخيرة آلمتني، غصباً عني، مثل بقية كل الكويتيين. رغم انني صرفت النظر عن الرياضة، وفقدت الاهتمام بمتابعة منتخبنا منذ سنوات. لكن تغريدة للمحامي عماد السيف أثارت اهتمامي ودفعتني لابداء رأيي في الاحداث الرياضية الحالية.
«صدق من قال امس هذا منتخب الكويت.. هذا الازرق.. هذا ارث المخلد والمشاري والفارس وعلي الغانم وفهد الاحمد وغيرهم، الذي صنعوه بدموعهم وعرقهم!»..  هذه هي التغريدة التي كتبها الزميل المحامي عماد السيف. طبعا ليس هناك شيء خطأ في التغريدة غير الاسم الاخير المرحوم الشيخ فهد الاحمد الجابر الصباح.
الزميل عدّ الشيخ فهد الاحمد من ضمن بناة وعمالقة الرياضة الكويتية، ووضعه جنبا لجنب مع عبدالعزيز المخلد ومشاري الفارس وعلي الغانم ـ ولا اعلم كيف تجنب احمد السعدون وبراك المرزوق.  
المهم المرحوم الشيخ فهد الاحمد هو احد اهم عوامل تدهور الرياضة الكويتية. وهو اول من حمل معول الهدم والتخريب في الاندية الكويتية، وتلقف المعول من بعده ابناؤه.. الشيخ احمد والفلتة الشيخ طلال. الشيخ فهد الاحمد هو المسؤول الاول والاخير عن تدهور الوضع الرياضي في الكويت، وليس عدلا ولا انصافا للرياضة الكويتية ولا للعمالقة الذين بنوها ان يقرن الزميل اسمه باسمائهم.. تماما كما هو ليس عدلا ولا انصافا ان يتناسى دور احمد السعدون.
انا سوف اكتب من الذاكرة، والذاكرة لكم عليها هذه الايام، لكن اعتقد ان من المفروض ان يؤرخ المعنيون بالرياضة تاريخ «تخريب» الشيخ فهد الاحمد، ومن بعده عيال الشيوخ، او عيال الشيخ فهد الاحمد نفسه لها.
صراع اندية التكتل الحالي مع الاندية الكبرى بدأ، وفقا لذاكرتي، بعد دورة الخليج الثالثة، تقريبا 1974ــ 1975، عندما قاد الشيخ فهد الاحمد تجمعا رياضيا من اندية الدرجة الثانية. التي كانت في الغالب اندية المناطق الخارجية. حيث اعضاء مجالس اداراتها ــ في ذلك الوقت ــ تتكون من وجهاء قبائل وعوائل، ليس لهم علاقة حقيقية بالرياضة. وهدف التجمع، الذي كان «يتبع» الشيخ فهد، هو السيطرة على الاتحاد. تصدى لهذه الحركة بشكل اساسي احمد السعدون ــ على ما اظن ــ من نادي كاظمة مع بقية الاندية الكبرى. اي ان الصراع كان، كما هو الان، بين اندية التكتل والاندية الكبرى، بين عيال الشيوخ ومؤيديهم وبين الكويتيين الحريصين على الرياضة. اندية الدرجة الاولى كانت ترى ان الاتحاد يجب ان يتكون منها، بوصفها هي التي تقدم لاعبي المنتخب، بينما اندية الدرجة الثانية كانت ترى ان المساواة ــ وهنا معها كل الحق ــ يجب ان تسود بين الاندية، وان يتم بالتالي دمج الاندية في دوري واحد. انا شخصيا، ومتأثرا باجواء القسم الرياضي في جريدة السياسة ــ رمزي عطيفة وفيصل القناعي ــ التي كانت كبرى جرائد الكويت في ذلك الوقت، انا صفيت مع الشيخ فهد الاحمد واندية «التكتل»، باعتبار ما تطالب به حقا ديموقراطيا لاندية الدرجة الثانية. ولم يكن لدي نفس معلومة العاملين بشكل مباشر في الوسط الرياضي، من ان اندية الدرجة الثانية، وتكتل الشيخ فهد ليس له علاقة لا بالرياضة ولا بالرياضيين. وهكذا قادت جريدة السياسة حملة عنيفة وناجحة ضد الاندية الكبرى، بحيث اضطر المعنيون في الشأن الرياضي الى الاستنجاد بالمرحوم الشيخ جابر الاحمد، ولي العهد في ذلك الوقت والمفوض بادارة البلاد. الشيخ جابر انتصر للرياضة الكويتية، وامر بابعاد المرحوم رمزي عطيفة فورا عن الكويت. وكاد بالفعل ان يتم تسفيره لولا تدخل الزميل احمد الجارالله رئيس التحرير، إضافة الى كون المرحوم رمزي عطيفة زوجا لمواطنة كويتية.
المهم هدأ الوضع قليلا على ما اظن. حتى حل مجلس الامة عام 1976 ووفاة المرحوم الشيخ صباح السالم. وعندما تولى الشيخ سعد ولاية العهد، دفع بابناء الشيوخ الى السيطرة على الاندية، بحيث اصبح لكل لعبة او ناد رئيس من ابناء الصباح. هنا خلا الجو من كل قيود، وسيطر الشيخ فهد الاحمد على الاتحاد تماما.. وبدأت من وقتها مسيرة التدهور الرياضي في الكويت.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك