تسمية الشوارع صارت مثل توزيع الجواخير يحكمها شراء الولاء!.. برأي أحمد الصراف

زاوية الكتاب

كتب 734 مشاهدات 0


القبس

كلام الناس  /  تذكروا زيداً.. ونسوا عبيداً

أحمد الصراف

 

أعتقد أن موضوع الآلية التي تتم بها تسمية الشوارع والطرقات نالت أكثر مما تستحق من اهتمام، ومن عشرات الكتّاب على مدى سنوات. وبالرغم من وجاهة كل ما كتب وقيل عن عشوائية الطريقة المتبعة، فإن الجهة المعنية لم تلتفت إلى الاعتراضات، بل واعتبرتها وكأنها من أعمال السيادة التي لا علاقة لمن كتب عن الموضوع بها. والأمر ذاته ينطبق على تسميات المناطق السكنية والأحياء الجديدة. وبالتالي لم أفاجأ من كم التخبّط الذي تعيشه لجان، أو لجنة تسمية الشوارع وعشوائية عملها، المضحكة أحياناً، عندما قرأت ما ورد في مقابلة أجراها الزميل جاسم عباس مع رجل الأعمال المخضرم عبدالعزيز أحمد البحر، (أبو عدنان)، أحد مؤسسي جمعية الخريجين، وأول رئيس مجلس إدارة للبنك التجاري، وواحد من أوائل الخريجين، والذي سبق أن تولى عدة مناصب مرموقة، قبل أن يختار التقاعد، من أنه قام بتقديم طلب لكي يتم إطلاق اسم والده على أحد الشوارع، وهذا ما تم بالفعل. وهنا نتساءل: كيف نسيت الجهات المعنية إطلاق اسم شخصية بمكانة المرحوم أحمد البحر، الذي كان أصلا عضواً سابقاً في المجلس البلدي، المسؤول عن تسمية الشوارع ربما، وقبلها في مجلس الأوقاف والمعارف! ألا يعني تجاهل إطلاق اسمه على شارع، وفي الوقت نفسه، تسمية مختلف الشوارع والطرق بأسماء شخصيات غير معروفة، بوجود خلل شديد في آلية التسمية؟ ولماذا لا نجد شوارع بأسماء سيدات كويتيات خدمن الكويت في مجالات عديدة، وكانت لهن بصماتهن البارزة في مسيرة تحرر المرأة من جهل الماضي؟ ونتساءل هنا عن سبب عدم إطلاق أسماء شخصيات علمية عالمية، كان لها الفضل على العالم، وعلى الشعب الكويتي، في التخلص من أمراض كانت تفتك بالملايين سنوياً، على بعض من شوارعنا؟ ولماذا يحظى جنرال رئيس مثل عبدالسلام عارف بشرف إطلاق اسمه على شارع في الكويت (ربما ألغيت التسمية مؤخراً) ولا تحظى به شخصية كويتية كبيرة أو عالمية مرموقة؟ ومن هو «مروان»، هكذا «حاف»، الذي أطلق اسمه على شارع طويل عريض؟

نضع هذه التساؤلات بتصرّف سمو رئيس الحكومة، راجين منه إعادة النظر في تشكيل هذه اللجنة البائسة، إن وُجدت، ووضع معايير واضحة يمكن السير عليها مستقبلاً في عملية تسمية الشوارع والمناطق والطرق السريعة، أقول ذلك وشعور ما يكتنفني بأن بقاء الوضع الحالي ربما يخدم حاجة معينة، فهو طريقة أخرى، كتوزيع الجواخير، ربما لشراء الولاء.

• ملاحظة: ربما تكون وزارة الداخلية، بجهود مدير العلاقات العامة والتوجيه المعنوي فيها، العميد عادل الحشاش، الاستثناء النادر في الرد على كل ما يرد في الصحافة من انتقادات للوزارة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك