شملان العيسى يقترح إنشاء حزب حكومي ديموقراطي تعددي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 20, 2014, 12:53 ص 667 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / حزب الحكومة
د. شملان العيسى
نشكر سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك على المقابلة الصحافية القيمة مع جريدة «الراي» وهذه مبادرة جيدة للتواصل بين الشعب والقيادة السياسية خصوصا في الفترة الحالية التي تمر بها الكويت والمنطقة بسبب تدني اسعار النفط وبروز الارهاب في الدول المجاورة للكويت.
لسنا بصدد التعرض لكل ما طرحه سمو رئيس الوزراء لكن ما لفت انتباهي هو طرحه حول «الحكومة ليست حزباً في مقابل حزب آخر اسمه المجلس» هذه العبارة المقتضبة هي اساس مشكلة الكويت مع الديموقراطية والتعامل مع مجلس الامة، هذه المشكلة لا ترتبط بسمو الرئيس بل هي مرتبطة بالعقلية والنهج الحكومي الذي يرى انه يستطيع التعامل مع الديموقراطية وتقلبات النواب والتيارات السياسية دون ان يكون للحكومة رؤية واضحة تسوق لها وتعمل على انجازها من خلال حزب حكومي يدافع عن الرؤية الحكومية ويدافع عن هذه الرؤية في مجلس الامة من خلال نواب حزب الحكومة.
السؤال، الذي علينا طرحه، هل يمكن لأي حكومة ديموقراطية اقناع نواب البرلمان بمشاريعها من دون ان يكون لها اغلبية في المجلس؟ بالتأكيد لا.. لذلك تعثرت حكومتنا لانها لم تشكل حزبا او جماعة ضغط شعبي تدافع عن الرؤية الحكومية في وجه الاحزاب والحركات السياسية التي تخوض الانتخابات في مجلس الامة.. علينا ان نقر ونعترف بان قضية الحزبية في الوطن العربي مشوهة وغير ديموقراطية، لان البيئة المجتمعية في بلداننا العربية ليست مهيأة للديموقراطية، فالاحزاب العربية التي نشأت في معظمها ولاتزال هي احزاب دينية أو قومية أو طائفية أو مناطقية لا تمثل كل شرائح المجتمع، هذه الاحزاب العربية معظمها ذات نهج اقصائي لا يؤمن بالتعددية الفكرية ولا احترام الآخر المختلف، لذلك جاءت تجاربنا العربية مع الحزبية فاشلة فمعظم الاحزاب العربية اما احزاب اشخاص طائفيين أو قومية متعصبة أو دينية اقصائية ولا توجد احزاب ديموقراطية ليبرالية تؤمن بالتعددية لان المجتمع العربي غير مهيأ لها.. نعود للكويت نحن نعي تماما صعوبة انشاء حزب حكومي يدافع عن قضايا ورؤية «مؤسسة الحكم».. لان الصراع في مؤسسة الحكم طابعه شخصاني وليس فكرياً، لكن على مؤسسة الحكم التفكير جيدا بانشاء حزب حكومي ديموقراطي تعددي يركز على الدستور ومفاهيم اسس الحكم في الكويت التي عمادها العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص للجميع في جو الديموقراطية التعددية المؤمنة بالحريات التي ترفض مفهوم البعض للدولة الدينية بل تعزز مفهوم الدولة المدنية التي نشأت الكويت عليها طوال تاريخها الطويل في حكم آل الصباح.
تعليقات