متى سيتم محاسبة المتطاولين على المال العام وسراق البلد؟!.. وائل الحساوي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 695 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  رواتبكم تكفي لسد العجز!

د. وائل الحساوي

 

كتب الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز (رضي الله عنه) الى أحد عمّاله (الذي ولاه على أحد الأمصار) ردا على شكواه لعمر من شدة السهر الذي يعاني منه بسبب المسؤولية الملقاة على عاتقه يقول له: اذكر سهر أهل النار في النار، وخلود الابدان، فإن ذلك يطرد بك الى ربك نائما ويقظان، واياك ان تزل قدمك عن هذا السبيل فيكون آخر العهد بك، ومنقطع الرجاء منك).

بعد ايام رأى عمر ذلك الوالي وقد حضر إلى المدينة، فقال له عمر: ما اقدمك؟ فقال (لقد خلعت قلبي بكتابك، ولا وليت ولاية ابدا حتى ألقى الله عز وجل).

يقول الإمام الذهبي عن سيرة الخليفة عمر بن عبدالعزيز: كان ناطقا بالحق مع قلة المعين عليه وكثرة الامراء الظلمة الذين كرهوا محاققته وأخذه كثيرا مما في ايديهم مما أخذوا بغير حق!

وخلال سنتين من خلافته (قبل ان يتم اغتياله) كان الرجل يطوف بزكاته من سفوح جبال اسبانيا الى الصين شرقا، ومن سيبيريا شمالا الى عدن جنوبا فما يجد من يقبل الزكاة منه!

ما إن هبطت اسعار النفط هبوطا حادا حتى تفنن المسؤولون في الكويت في بيان خططهم الجاهزة لترشيد الانفاق وتقليص الانفاق، ومنها تقليص الدعم للمواطنين ورفع اسعار بعض المواد الاستهلاكية وغيرها، وليس لدينا اعتراض على ذلك ولكن هلا بدأتم بأنفسكم قبل الركض على عامة الشعب؟!

بعث لي احد الاخوة رسالة تبين رواتب بعض المسؤولين في الكويت - ولا أعلم مدى صحة تلك الارقام - لكن الرسالة منتشرة في الانترنت وتفيد بأرقام كبيرة.

فهل ستبدأ الحكومة بنفسها قبل محاسبة غيرها، ومتى سيتم محاسبة المتطاولين على المال العام وسراق البلد جهارا نهارا؟!

ومتى سيتم محاسبة نواب الايداعات المليونية ومتى سنفتح ملفات الشركات التي فرطت في المشاريع المليارية وسرقت الاموال وأوقفت تلك المشاريع وعطلت التنمية في البلد من دون ان يحاسبها احد؟!

عندما نشاهد صورا لبعض المجرمين ممن يغشون الطعام ويسرقون فتات الطعام، والمؤن من الناس بينما لا نرى أي صورة لأي من الحرامية الكبار الذين جردوا البلد من كرامته وثروته وسلبوا مقدراته وتركوه نهبا للفوضى والفساد، عندما نشاهد ذلك ندرك حجم المأساة التي نعيشها، الله يخليكم نريد صورة واحدة حتى من دون تعليق!

فإن لم تفعلوا - ولن تفعلوا - فأرجو ألا تصموا آذاننا بتصريحاتكم وجعجعتكم التي لا طحن فيها!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك