وحدة الخليج مهمة لكن أمن دوله أهم!.. بقلم غنيم الزعبي

الأنباء في الصميم / وحدة الخليج مهمة.. لكن أمن دوله أهم م. غنيم الزعبي ما فائدة الجلوس معك في اجتماعات ماراثونية وعلى مستوى عال جدا وتصدر تصريحات جميلة ورنانة عن التعاون بين دولنا لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وفي نفس الوقت يسكن على بعد كيلومترات (وقد يكونون في نفس فندق الوفود) في فندق خمس نجوم أو فلل فخمة أعضاء جبهات ومنظمات أنا صنفتها كإرهابية نظرا لقيام بعض أعضائها بتشكيل خلايا تحمل نوايا انقلابية وفكرا تخريبيا لنشره بين شباب دولتي. مجرد اجتماعي بك وأنت تحتضن هؤلاء هي خيانة لمبادئي وما أعلنته من إجراءات لمحاربة تلك الفئة الضالة التي لم تكتف بتخريب ديارها بعد أن أشبعتها فتن وملأتها بالكوارث حتى تجمعت في إقليمنا الصغير لتبدأ بنفث سمومها في عقول شبابنا وتروج لأفكار هدامة وخبيثة كانت نتيجتها وبالا على شعوب سوريا ومصر وليبيا والعراق. الحرب على تلك الجماعات لا يكون فقط ببلدي بل بتعاون كل البلدان المجاورة والتي تقول انها شقيقة لي لتنقية بلادنا من دنس أفراد تلك الجماعات التي فرت من بلادها بعد أن عاثت فيها فسادا وخرابا، وأرض الله واسعة يستطيعون الذهاب إلى أي بقعة في الأرض يريدون بقاءهم بين ظهرانينا وفي حضن دولة مجاورة ولصيقة لنا هو مدعاة للتوتر وسوء الظن بين الأشقاء..ولو كنا نعلم مصلحة واحدة حتى لو كانت ضئيلة لتلك الدولة الشقيقة في احتضان هؤلاء لعذرناها لكن العقل والمنطق والتاريخ القريب جدا يقول إن هؤلاء قوم مخربون يطؤون أوطانا عامرة بالأمن والاستقرار والحياة الرغيدة فيحيلونها إلى صحاري جرداء وفرق شتى تقاتل بعضها على بضعة أمتار من الوطن، أخذوا الدين غطاء وارتدوا الإسلام لباسا لهم لكن يعلم الله سبحانه وتعالى والمسلمون كافة أن ما يحدث في تلك البلدان العربية التي اكتوت بنارهم لا علاقة لهم بالإسلام ولا بأي دين، متى كان الإسلام يأمر بنحر الناس بجريمة لم يرتكبوها؟ أين الدين عن من يلغم نفسه بالمتفجرات ويدخل لسوق شعبي يقتل به البسطاء والمسحوقين؟ إما أن نكون أشقاء نراعي أمن بعضنا البعض وننصت لهموم وقلق بعضنا وإلا فمن حق كل دولة اتخاذ ما تراه مناسبا لحفظ أمنها واستقرار أمن شعوبها . وانتهى عهد المجاملات فقد وصل الموضوع إلى بقاء دولنا واستقرارها وأمنها، وهنا تتوقف المجاملات. نقطة أخيرة: أنظمتنا متطابقة وشعوبنا متآلفة ولكن متى ما سمحنا للغريب أن يدخل بيننا فإن أول ما سيقوم به هو التفريق بيننا وإبعادنا عن بعضنا.. فتفرقنا واختلافنا قوة له لينفرد بنا واحدا تلو الآخر.