لا يوجد خلاف حقيقي بين شعوب الخليج!.. هكذا يعتقد وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 18, 2014, 1:13 ص 869 مشاهدات 0
الراي
نسمات / متى يسقط 'جدار برلين' العربي؟!
د. وائل الحساوي
بتاريخ 1/8/1990 كنت أقف بجانب جدار برلين في ألمانيا ومعي الإخوة الأفاضل براك الغانم وخليفة الصقر، وقد تم تكسير معظم ذلك السور بعد انهيار المعسكر السوفياتي قبل بضعة أشهر، وجاء الناس من كل مكان ليشاركوا الألمان فرحتهم بانهيار السور وتحرر ألمانيا من الحكم الشيوعي. وقد زرنا برلين الشرقية وشاهدنا حجم التخلف فيها مقارنة بالغربية، وقد التقطنا الصور التذكارية لذلك الحدث المهم وأخذنا بعض الأحجار المكسرة من السور فرحين بانهيار عصر الظلم والعبودية.
بتاريخ 2/8/1990 كنا في مطار فرانكفورت بألمانيا لنستقل الطائرة إلى بلدنا الحبيب (الكويت)، فجاء من أخبرنا بأن الكويت لم تعد على الخريطة بل ابتلعها صدام حسين ولم يعد لكم بلد ترجعون له!!
ففكرت حينها كيف يتجه العالم إلى الوحدة ونبذ الماضي المظلم وراءه، ويغسل ذنوب قرن رهيب من الذل والقتل والتفرقة بينما تعيش بلادنا في أواخر القرن العشرين في ظل أنظمة أشد بشاعة من جميع ما مر على العالم من ظلم وإجرام!!
يحتفل العالم هذه الأيام بذكرى مرور ربع قرن على انهيار جدار برلين وتتغنى الأمة الألمانية بتوحيد بلادها وانتصار الحضارة الأوروبية، وقد خطت الدول الأوروبية خطوات نحو الوحدة الشاملة والسوق الأوروبية المشتركة والبرلمان الأوروبي والعملة الواحدة وتكاد تكتسح الاقتصادات العالمية المتقدمة، وتتعاون في ما بينها لانتشال أي دولة من دولها من عثراتها مثلما فعلوا مع اليونان التي وقعت ضحية سياسة اقتصادية فاشلة، وكذلك اسبانيا وايطاليا!!
أما نحن الذين منّ الله تعالى علينا بجميع النعم والذين جربنا مرارة الظلم والاستعمار، فماذا فعلنا طوال ربع القرن الماضي؟!
لقد سارعنا إلى تبديد ثرواتنا دون فائدة تذكر، وتسابقنا على التنافس في البنيان وناطحات السحاب، وأعدنا استنساخ الديكتاتوريات بدلاً من إزالتها، فأزحنا صدام حسين لنأتي بنوري المالكي، وأخرجنا حسني مبارك من الحكم لنأتي بالفلول يحكمون مصر، وأخرجنا علي صالح من الباب ليرجع لحكمها من النافذة، واستبدلنا القذافي بعشرات أمثاله.
أما على مستوى دول الخليج التي تواجه التحدي الأكبر فمازالت تلك الدول تلهو وتلعب وتتجاهل التحذيرات المتكررة، ولم تخط خطوة واحدة باتجاه الوحدة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ولم توحد جيوشها لصد الأخطار المحيطة بها، بل تسابقت على توثيق العلاقة بأشد أعدائها عداوة لها، واعتمدت على الدول الكبرى لحمايتها!!
وعندما لم تجد ما تتصارع عليه في محيطها، تحولت إلى نقل الصراعات الخارجية إليها، وتخانقت بسبب مواقف خارجية لا دخل لها بها.
حتى المليارات التي كدستها من مبيعات النفط لم تستغلها في مشاريع تنموية حقيقية أو لتنمية مصادر الدخل بل بددتها على مساعدات خارجية لأنظمة متخلفة وهكذا، واليوم وقد تهاوت أسعار النفط فإن الأمر لم يعد ترفاً فكرياً، الكل يتساءل اليوم: متى سيسقط حائط برلين العربي الذي زرعه الغرب في أرضنا باتفاقيات مثل سايكس بيكو وغيرها وزرعناه في قلوبنا، وتعصبنا ضد بعضنا للإبقاء عليه؟!
خطوات مباركة لسمو الأمير
تحركات سمو أمير البلاد للمّ شمل دول الخليج وزياراته المتكررة لدول الخليج أثمرت بفضل الله تعالى في إنهاء الخلافات الخليجية وعودة التقارب بينهم. كم نحن بحاجة إلى الحكماء لتوحيد صفوفنا وطي صفحات الخلاف المصطنع بيننا، فنحن كشعوب ليس بيننا خلاف حقيقي ونتمنى أن تتوحد بلادنا لكي نخطو إلى ما هو أهم ولكي نعيد بناء بلداننا وننافس الآخرين!!
تعليقات