يكتب وائل الحساوي: قرن من الضياع!

زاوية الكتاب

كتب 621 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  قرن من الضياع

د. وائل الحساوي

 

لم يكن اغتيال الطالب الصربي (غافريلو) لولي عهد النمسا (فرديناند) في 1014/‏6/‏28 إلا إشارة الانطلاق نحو أشرس حرب شهدها تاريخ البشرية منذ أن خلق الله الإنسان على الأرض، فقد قررت الامبراطورية النمساوية المجرية إعلان الحرب ضد قوات الحلفاء (بريطانيا وايرلندا وفرنسا وروسيا)، وقد انضم للحلفاء لاحقاً إيطاليا واليابان والولايات المتحدة الأميركية.

يقابل دول الحلفاء المذكورة دول المركز (ألمانيا والنمسا والدول العثمانية وبلغاريا)، وقد احتشد أكثر من 70 مليونا من العسكر (من بينهم 60 مليونا من الأوروبيين) للحرب وتقاتلوا ما يزيد عن أربع سنوات بجميع أنواع الأسلحة التي اخترعتها البشرية.

وقد كانت حصيلة تلك الحرب البشعة أكثر من تسعة ملايين قتيل!! وتسببت في تغييرات كثيرة في العالم وسقوط امبراطوريات ودول منها النمسا، ومن أهم نتائجها اتفاقية سايكس بيكو 1916 بين بريطانيا وفرنسا بمصادقة روسيا على تقسيم الدول العربية إلى مستعمرات بينهما، وتقسيم العالم العربي إلى دويلات صغيرة ومتفرقة، ووضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني وإعلان وعد بلفور الذي أهدى فيه من لا يملك أرضاً لمن لا أرض له!!

كذلك فقد تم إسقاط الدولة العثمانية وتتويج مصطفى كمال أتاتورك الذي خدم الغرب ونشر العلمانية على الدولة التركية!!

وخلال ذلك القرن الملغوم قامت الثورة الشيوعية في روسيا ثم في الصين واحتل الشيوعيون كثيرا من البلدان الإسلامية وحاولوا طمس الدين من معالمها واضطهدوا أهلها وقتلوا الملايين منهم، وقامت الفاشية في إيطاليا والنازية في ألمانيا، وكان من بركاتها إشعال الحرب العالمية الثانية بعد 21 سنة فقط من انتهاء الحرب الأولى، وشارك فيها 100 مليون جندي وتسببت بمقتل 80 إلى 90 مليون شخص ما بين عسكري ومدني (2.5 في المئة من عدد سكان الأرض في ذلك التاريخ).

ولسنا في مجال بيان أهوال تلك الحرب التي تم استخدام أبشع أنواع السلاح فيها مثل القنابل النووية وغيرها، ولكن تبعها حروب أخرى مثل الحرب الكورية والفيتنامية والكمبودية، وحروب كثيرة في آسيا وافريقيا وأميركا الجنوبية!

الحمد لله أن القرن العشرين لم يمض حتى شهدنا انهيارات كبيرة في المعسكر الشيوعي المجرم وانهيار الاتحاد السوفياتي والتحرر النسبي للدول العربية من الاستعمار وقامت الحرب الباردة التي كانت أسخن من كثير من الحروب، وتشكلت الأمم المتحدة على أيدي السفاحين الذين ورطوا العالم بتلك الحروب لا لتحكم بالعدل وتساعد الدول المضطهدة ولكن لتعزز هيمنة الغرب على العالم، ووضع ساستها الشروط التي تضمن لهم تحقيق أهدافهم على حساب الشعوب المضطهدة!!

واليوم يحتفل العالم بمرور قرن على اندلاع الحرب العالمية الأولى وينظم الغرب احتفالات مهيبة بدلاً من أن يخفي وجهه خجلاً مما تسبب به من جرائم بحق الإنسانية، ويبحث عن امبراطورية جديدة للشر يوجه إليها بصره، ألا وهي الإسلام ليس بسبب خطورته ونفوذه، ولكن خوفاً من استيقاظ هذا المارد العظيم من نومه وتسلمه لقيادة البشرية والتي يتذكرها الغرب جيداً، خلال تاريخه الطويل، ويبحث عن نماذج شاذة من المسلمين هو من صنعها بنفسه أو ساعد على صنعها بسياساته العوجاء في العالم ليثبت للعالم بأن الإسلام يمثل الشر الحقيقي الذي يجب التصدي له!!

وللحديث بقية بإذن الله تعالى.

قرت عيونكم بفوزي العودة

نبارك للأخ الفاضل فوزي العودة ورجوعه من معتقل غوانتنامو بعد 13 سنة من اعتقاله دون توجيه أي اتهام له (وهذا هو دأب النظام العالمي الجديد)، ولا شك أن جهود سمو أمير البلاد والحكومة الكويتية كان لهما الفضل بعد الله تعالى في تخليص فوزي من أسره، كما تبين حجم تعاطف الشعب الكويتي مع ابنهم فوزي وإصرارهم على ضرورة إطلاق سراحه ورفضهم للتهم التي تم توجيهها له.

الفال لفايز الكندري بالعودة قريباً إلى الوطن لتكتمل الفرحة بإذن الله.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك