رجال الدولة عملة نادرة جداً هذه الأيام!.. برأي وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 859 مشاهدات 0


القبس

وزراء تخصصهم رفع ضغط المواطن

وليد عبد الله الغانم

 

تصريحات الوزراء تحتاج الى دراسة مستفيضة بسبب آثارها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وللأسف بعض السادة الوزراء لا يتصوّرون خطورة كلامهم، إلا قليل منهم، ويظن بعضهم أن مجرد تسميته وزيراً فقد حق له الحديث في كل شأن، وأنه ارتقى إلى مصافّ رجال الدولة -وهم عملة نادرة جداً هذه الأيام- وينسى أن منصب الوزير تكليف له، واختبار وأمانة في الدنيا والآخرة.

وبعض الإخوة الوزراء لا يستوعبون على المستوى الشخصي والنفسي والعقلي النقلة العظيمة بين موقعهم قبل الوزارة وبعد الوزارة، فيفقدون الاتزان في قولهم وعملهم، وينعكس هذا بتصريحاتهم المربكة في البلد، وهذا شيء متوقع، كما أنه ربما نتاج طبيعي لآلية اختيارهم القائمة غالباً على المحاصصة والموالاة السياسية والترضيات لقوى الضغط في المجتمع، وربما بعيداً عن الكفاءة والمهنية والجدارة والخبرات الفعلية.

يُفترض بأي وزير، خاصة إن كان في التجربة الأولى له، أن يلتزم الصمت الإعلامي، ويشاهد، ويتعلم ما يدور في وسطه الجديد داخل مجلس الوزراء وتحت قبة البرلمان وفي أروقة وزارته، وخفايا التعامل مع وسائل الإعلام، حتى يتمكن من نفسه ويفقه عمله جيداً، فإن كان يرغب في تقديم إنجاز أو تقويم مسار في موقعه فليجعل وعوده وتصريحاته ولقاءاته الاعلامية آخر المطاف، وبعد اتخاذه القرارات الفعلية حتى لا يصطدم بالواقع السياسي والإداري في الدولة الذي يعيق حركات الإصلاح الصادقة ويقاوم أي تطور في الخدمات وتحقيق الإنجازات لمصلحة المواطن البسيط.

سنوات ونحن نتابع هذه التصريحات الوزارية، وهي غالباً تدور بين وعود لا تتحقق ومشاريع لا تنجز وإصلاحات خيالية أو أحاديث لا معنى لها، الأمر بسيط بوجود تراث وزرائنا الكرام على الإنترنت، فلذلك أدعوك عزيزي القارئ الى المراجعة العشوائية لتصريح أي وزير خلال السنوات الخمس الماضية، ولأي وزارة، وتأكدوا بأنفسكم هل تحقق أي وعد رسمي من أي وزير سابق ولاحق وفي موعده وبالشكل الذي أعلن عنه فأتم عملاً إصلاحياً أو قمع فساداً ظاهراً أو قدّم إنجازاً مستحقاً للمواطن.. إذا لم تسنح لكم الفرصة فانتظروا مني جرداً لأمثلة لا تنتهي على ذلك، فللحديث بقية.. ويا معالي الوزراء تحملناكم بقلة إنجازاتكم فارحمونا بقلة تصريحاتكم.. والله الموفق.

إضاءة تاريخية:

«وكان من العادات الطيبة لأهل الكويت قديماً إشعال فانوس في دكان التاجر المفلس، ليتعاون معه الباقون، للتخفيف عنه كأسرة واحدة».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك