صالح الشايجي يكتب: إن لم تكن 'أطرشاً' خِلقة فكن 'أطرشاً' بإرادتك!

زاوية الكتاب

كتب 528 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  'الأطرش'

صالح الشايجي

 

الفضول طبيعة إنسانية وربما هو فطرة وغريزة تولد في الانسان كبقية غرائزه.

ولقد دأب الانسان على تقصي الاخبار ومعرفة أحداث دنياه منذ القدم وكانت دنياه صغيرة جدا لا تتجاوز محيط المنطقة التي يعيش فيها وربما تجاوزها قليلا بحكم التنقل، وكانت قدرته على التنقل محكومة بالوسائل المعينة له على هذا التنقل، ولما كانت تلك الوسائل أو الوسائط محدودة القدرة فقد تحددت قدرة الانسان على التنقل ومعرفة الأخبار.

أنتقل سريعا الى عصرنا الذي نعيش فيه والذي كبرت فيه دنيانا وتجاوزنا فيه أقطار السموات والأرض وغزا فيه الانسان الفضاء الخارجي وتعددت فيه وسائل الاتصالات وناقلات الأخبار ونشأت الإذاعات والتلفزيونات والفضائيات التي تخصص بعضها في نقل الأخبار فقط وهي تلك التي نعرفها بالفضائيات الإخبارية.

لا شك أن متابعة أخبار الدنيا وما يستجد في الحياة وبالذات في عالم السياسة والحروب والأحداث الساخنة أمر ضروري يصل الانسان بمجريات الحياة ويجعله على اطلاع مستمر بالمستجدات وكيفية سيرورة الأمور وصيرورتها، ولكن رغم تلك الضرورة فان ثمة أمرا آخر سلبيا ـ مع الأسف ـ لم يتنبه الكثيرون منا لسلبيته وربما خطورته.

وأقصد بذلك الأمر السلبي أو السيئ هو ما يعود على متابع الأخبار من آثار نفسية سيئة وسلبية نتيجة ما تحمله هذه الأخبار من مصائب وحوادث وكوارث وعدد القتلى في هذا الحادث وذلك التفجير وضحايا هذه القنبلة وتلك المدفعية وما الى ذلك من منغصات إنسانية وأضرار نفسية كثيرون منا مع كامل الأسف لا يتنبهون اليها ويروح كثيرون ضحايا لها دون أن يعرفوا السبب الحقيقي لما ألم بهم من أمراض نفسية قد تتحول الى عضوية وتسبب لهم أذى بليغا وتؤثر على نفسياتهم وربما ساء سلوكهم وزادت عصبيتهم وانفعالهم دون أن يدركوا السبب الحقيقي لما أصابهم. ودليلي على ذلك هو نصائح الأطباء الدائمة لكثير من مرضاهم بالابتعاد عما يوترهم وعن مصادر الازعاج في محيطهم.

وفي الأشهر الأخيرة والتي ربما تتجاوز السنة طبقت هذا على نفسي فابتعدت فعليا عن متابعة الأخبار الى درجة أنني أفاجأ أحيانا وأنا بين الأصدقاء بأخبار يتداولونها وأنا بينهم كـ«الأطرش بالزفة».

وإن لم تكن «أطرش» خلقة فكن «أطرش» بارادتك.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك