غنيم الزعبي يتمنى تقليل مدة التقاعد للأم الكويتية العاملة

زاوية الكتاب

كتب 711 مشاهدات 0


الأنباء

في الصميم  /  عزيزتي الأم الكويتية العاملة you are my hero

م. غنيم الزعبي

 

تصطف بسيارتها بجانبك عند إشارة المرور الضوئية الساعة السابعة إلا خمس دقائق لكن يومها ابتدأ قبل ذلك بساعة، تقفز من نومها على صوت المنبه السادسة صباحا لتتجه مباشرة إلى غرف نوم الأطفال لإيقاظهم ثم تتجه نحو الخادمة لإعطائها تعليمات فطور البيت والأكلات التي يجب وضعها في حقائب الأطفال ليأكلوها في المدرسة.

ثم تعود مرة ثانية لإيقاظ من لم يستيقظ في المرة الأولى ثم تساعدهم على ارتداء ملابسهم وتناول فطورهم وتصطحبهم معها في سيارتها إلى مدارسهم ثم تتجه مسرعة إلى دوامها فوراءها البصمة والمسؤول (الدعلة) الذي (ترس) ملفها بإخطارات التأخير وكأنه مطلوب منها ركوب هليكوبتر إلى الدوام لتفادي تلك الزحمة الخانقة في شوارع الكويت التي تزداد يوما بعد يوم.

في الدوام جسمها موجود لكن عقلها وقلبها في البيت تحاني ذلك الرضيع أو الصغير الذي تركته تحت رحمة خادمة آسيوية، فتتوالى الاتصالات كل ساعة أو ساعتين للاطمئنان ولإعطاء بعض التعليمات في كيفية التصرف مع الطفل.

ثم تأتي إلى البيت بعد دوام ست ساعات لتناول وجبة الغداء وأخذ استراحة قليلة (إن أمكن) لتبدأ مهمة خارقة ثانية وهي حل واجبات خمسة أو أربعة أطفال والذين تتساءل عن البعض منهم ماذا كانوا يفعلون في المدرسة ست ساعات عندما تكتشف أنهم ليسوا فاهمين أي شيء، وعليك أن تشرح الدرس من جديد لهم ومع صعوبة وتعقد المناهج لابد أن يصيبك صداع مرير محاولا شرح تلك الدروس لهم، لكن هذا ما ابتليت به الأم الكويتية في السنوات الأخيرة بسبب تخمة المناهج التي حصلت.

تجدها في غرفة طوارئ الأطفال محتضنة طفلها الصغير الساعة الواحدة بعد منتصف الليل في انتظار الدور للدخول على الطبيب الذي لن يحصل في أحسن الأحوال إلا بعد ساعة كاملة..ولا تخرج من المستشفى إلا الثالثة صباحا ومع ذلك تذهب إلى العمل ثاني يوم.

تتواجد في السوق لشراء لوازم الأطفال فهي الأعلم بقياساتهم واحتياجاتهم وهي أيضا موجودة في أماكن تسلية الأطفال وفي اجتماعات أولياء الأمور، أعباء كثيرة وواجبات عظيمة تتصدى لها الأم الكويتية العاملة.

نقطة أخيرة: كل الاحترام والتقدير للأم الكويتية العاملة مع التمني بلفتة من التأمينات الاجتماعية لتقليل مدة التقاعد للأم العاملة التي لديها خمسة أطفال إلى عشر سنوات.

٭ هذه المقالة إهداء لزوجتي العزيزة أم خلف وأقول لها بكل اعتزاز: «أنت بطلتي».

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك