زايد الزيد يكتب ..اليمن لم يعد سعيداً !!

النهار
اليمن لم يعد سعيداً !!
زايد الزيد
اليمن بات تنازعه اليوم الحروب العبثية، فلم يكد شعب اليمن ان يتنفس الصعداء بعد ثورته الجميلة التي اطاحت برئيسه السابق علي عبدالله صالح، حتى تكالبت عليه قوى التطرف فغاص في بحر التطرف والفقر والفوضى أكثر مما كان يعانيه في عهد صالح.
سقط علي عبدالله صالح ولم يسقط نظامه، لذلك أعاد صالح ترتيب تحالفاته وأصبح عدو الأمس صديق اليوم والعكس صحيح، ولم يعد مهما للرجل ان يكون اليمن بلداً ينعم بالأمن، بل الأهم عودته الى سدة الحكم بأي شكل من الأشكال.
اليوم تتصارع على أرض اليمن قوى اقليمية وأخرى دينية، والضحية هو الإنسان اليمني الذي افتقد الأمن أكثر من أي وقت مضى، ومع افتقاد الأمن شُلّت الحياة الاقتصادية فأصبحت مسألة توفير لقمة العيش للسواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني مسألة صراع من أجل البقاء.
دول مجلس التعاون الخليجي لم تستفد - للأسف الشديد - من أبناء الشعب اليمني ولم تسع لاستثمارهم في تنمية بلدانها وفي تنمية اليمن، فاليمن هو الجار الفقير لدول مجلس التعاون الخليجي، وكان من الأجدر - استراتيجيا - أن تنهض دول مجلس التعاون الخليجي باليمن دولة وشعباً مستغلة بذلك التعداد البشري الكبير لليمنيين ومثابرتهم وحبهم للعمل وتفانيهم فيه، فصار اليمن عرضة للفقر والعوز، وفتكت الأمراض بأبنائه دون معين أو نصير حتى نسينا أن اليمن منذ القدم وإلى سنوات قليلة خلت كان يسمى «اليمن السعيد» وأظن أن اليمن اليوم هو أشد حزناً على حاله وحال أبنائه من أي وقت آخر!