#تدري_شصار_يافوزي ؟! - تكتب خلود الخميس

زاوية الكتاب

كتب 1298 مشاهدات 0


وعاد فوزي خالد العودة، بعد سجن بلا تهمة ولا محاكمة ما يزيد على العقد، وتحديداً منذ 2002 في غياهب غوانتانامو، الذي وعد اوباما بإغلاقه في أول حملة انتخابية له، خلال عام واحد فقط، ولكن لا عجب أن غوانتانامو مازال قائماً بعد أن كادت الفترة الثانية لرئاسة أوباما أن تنتهي، فأي وعد قطعه على نفسه للشعب الأميركي ووفى به؟!

أما في شأن العلاقات الخارجية، فهؤلاء يعولون كثيراً على سوء ذاكرتنا، و«اللوبي» الذي من بني جلدتنا المنبطح لهم، من ساسة ومثقفين وإعلاميين وفنانين، ويتكلون على أدوات التجنيد «الفكري» التي تسوس بها الأمم الأخرى غيرهم، مثل المنتديات والمؤتمرات وفعاليات العلاقات العامة المستمرة طوال العام، ولا يكاد يمر شهر إلا وهناك مناسبة بلذة العسل، ولكن لبها السم الذي يحقنون به عقول البشر ليعبدوهم لهم.

ولكن الوضع تغير بعد الربيع العربي، بل تغير جداً، ولشرح كيفية التغيير مقام آخر.

فجر الخميس الماضي كان مثل احتفالية نستطيع أن نسميها «إسلامية»، لمشاركة الشعوب المسلمة فيها، فالخليجيون والعرب والمسلمون من أنحاء العالم فرحوا بفك أسر ابن الكويت من براثن سجن يحمل لافتات حقوق الإنسان، أنجاه الله من عقر فك النفاق.

ولكن المظهر اللافت في الترحيب، تلك «الهاشتاغية المليونية» التي دشنها الشعب الكويتي تحت عنوان «تدري شصار يا فوزي؟!» وهي بكائية مضحكة، وسخرية رمزية، وكوميديا سوداء «جداً» يقصون من خلالها عليه: الأحداث التي تمت في غيابه.

«سولف» الشعب عن وفاة «بابا جابر» و«بابا سعد» بآلام وحسرة، فضفض حول الأمور الاجتماعية وغلاء المعيشة وارتفاع إيجارات السكن وزحمة الشوارع، وكان للسياسة ومجلس الأمة والحكومة النصيب الأكبر في الوسم، نبرة اليأس من الإصلاح كانت موجودة، ولكن طغت عليها نبرة شعبنا المعروفة عند الملمات: «التلاحم».

يحدثني زميل سعودي، ويقول: لقد شعرت في المشاركات في «تويتر» بتماسك و«فزعة» مبهرة عند شعبكم، تختلفون وتتشاتمون وكل يمسك بخناق الآخر، ولكن كيف تتحدون عند المصائب والبلاءات. قلت له: ألا تعلم أن في الكويت سرا لا يعلمه إلا الله؟!

وأصدقه القول، رغم الأصوات النشاز من محبي النكد وكارهي الفرح، فهي شرذمة وقلة ستصاب حناجرها بالتهاب اللوز الدائم وتفقد حبالها الصوتية وتفنى، هذه تمثل الظاهرة الصوتية التي لا يخلو منها مجتمع، مرجفون وأهل نفاق يكرهون الخير ويحبون أن تشيع في البلد الكراهية البغضاء، وكلما نسينا ألما يذكروننا به، هواة جلد الذات، اولئك كانوا يشوشون على نبرة الحب في «الهاشتاغ» ولكن أنّى تُسمع أصواتهم؟!

نعم، كانت احتفالية جميلة، تظاهرة تويترية، كل تغريدة هي لافتة ترحيبية، وكل «ريتويت» هو تكرار لهتاف يقول «أهلاً بك يا فوزي بين أحضان أهل الكويت».

عاد فوزي وبقي فايز، مواطنان تم بيعهما من قِبَل مرتزقة جند باكستان وأفغانستان خلال فيلم «الحرب على الإرهاب» لمرتزقة جند أميركا الذين ألقوا منشورات تقول «سلم لنا عربياً تعش بقية حياتك غنياً»! عرض مغرٍ لا يرده إلا شريف!

فبيع «عيالنا» بثمن بخس!

الليبرالز يكذبون هذه القصة، ونحن نصدقها، لماذا؟

لأن ديدن الطغاة ثابت، فأميركا تكرر تصرفاتها من فيتنام لأفغانستان والعراق.. ويمكن التنبؤ بكيفية تفكيرها، كان لابد من إثباتات «بشرية» تسكت بها الشعب الأميركي الغاضب من سياساتها في الحروب الخارجية، وكان لابد من قرابين عرب مسلمين تؤكد القوات الأميركية من خلالها أن كلمة «إرهاب» التي أطلقها بوش الابن «سلوغن» ناجح ليدمر دول الإسلام ويقتل المسلمين وبحماية مجلس الأمن.

الحمد لله على سلامتك يا فوزي، وبقي سؤال بعد أن قصصنا كل القصص: هل «تدري شصار يا فوزي» في الكويت؟!

الآن - الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك