سوق سوداء لرُخص المخيمات..! بقلم وليد عبدالله الغانم

القبس
سوق سوداء لرُخص المخيمات..!
بلدية الكويت أصدرت قراراً تنظيميا لموسم المخيمات، وهو أمر ترددت فيه البلدية. فمنذ سنوات عدة تعلن عن هذا القرار، لكنها تتراجع عنه لاسباب مجهولة، الا انها هذه السنة صممت عليه بشكل جيد حتى الآن، ومعلوم ان دولاً خليجية سبقتنا في اصدار هذا القرار ونظّمت عملية التخييم، ويبدو ان الآلية التي اتخذتها البلدية للترخيص مقتبسة من البلديات الخليجية المجاورة.

اجمالي المخيمات التي تم ترخيصها بالأماكن التي حددتها بلدية الكويت في كل المحافظات بلغ 1320 مخيما مرخّصا، من أصل 2840 طلب ترخيص، حسب احصائيات البلدية الاسبوع الماضي، هذا وما زال الموسم في بدايته ومتوقع أن يتضاعف العدد بالآلاف، الى حين الذروة في عطلة الربيع المقبلة بعد شهرين، ويبدو أن البلدية تواجه مشاكل في اتمام عملية الترخيص كما وصفها عضو المجلس البلدي نايف السور بان «عملية ترخيص المخيمات تواجه فوضى عارمة»، وقد تابعت بعض ملاحظات المتقدمين للترخيص فوجدتهم يشتكون من قلة الموظفين وتأخير الكشف على المواقع وازدواجية التخصيص لاكثر من مخيم باحداثيات الموقع نفسها، فضلاً عن قيام البلدية بتحصيل رسم غير مرتجع قيمته 50 ديناراً عن كل ترخيص. ولا ادري ما قانونية هذا الرسم مع وجود تأمين قيمته 300 دينار؟!

لكن هذه الامور تهون عند ما كشفه بعض المواطنين من المتاجرة الجديدة بالتراخيص، حيث يقوم من تحصل على ترخيص لمخيم ببيعه بسعر مضاعف، وصل ـــ كما يشاع ـــ إلى 600 دينار للمخيم الواحد، في استغلال فاضح لضعف الخدمة المقدمة من البلدية وحاجة الناس الى استخراج التراخيص قبل فوات الموسم والتزاحم على فروع البلدية، مع انها سهّلت الاجراءات الابتدائية عن طريق موقعهم الالكتروني!

التنظيم جيد، وهو أمر مطلوب، لكن لا يعفي هذا الشأن بلدية الكويت من تحسين اجراءاتها وتسهيل عملية التراخيص للناس عن طريق توفير مواقع متعددة للترخيص في كل محافظة وانشاء مراكز متنقلة في منطقة المخيمات وزيادة عدد العاملين في هذا المجال وتمكين المواطنين من المراجعة طوال اليوم على فترتين، والاهم من هذا مواصلة تطبيق القانون على الجميع، فلا تكون «فزتهم» (هدة حصن) في هذه الايام، ثم تنتكس الامور وتفرط العملية ونشوف الناس يخيمون في كل حدب وصوب ليتحول شعار البلدية من «رخّص وخيّم» الى الشعار الخليجي «خيّم، ترى ما حد حولك»!

والله الموفِّق.

وليد عبدالله الغانم