عن انقلاب الحال في المجتمعات العربية والإسلامية!.. يكتب صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 1695 مشاهدات 0


الأنباء بلا قناع / الدموع النبيلة صالح الشايجي إنّ قيما نبيلة كثيرة مثل الجمال والحق والخير قد تراجعت كثيرا كثيرا في المجتمعات العربية والإسلامية، وحل محلها القبح وانتشر الشر بديلا من الخير، والكذب بديلا من الصدق، والخيانة بديلا من الوفاء. ويجهد الكثيرون من الناشطين والراصدين لهذه الحالة الى توضيحها رقميا وصُوريّا، حيث يعمدون الى نشر صور لمجتمعاتهم سواء صور آدمية أو لشوارع وميادين وعمارات. وتظهر تلك الصور ـ التي يعود تاريخها الى عقود خمسة أو ستة مضت وربما أكثر ـ ما كانت عليه تلك المدن والناس من رقي وجمال وتحضّر. وتلك حقائق بتنا نراها رأي العين، فشتّان بين ما كان وبين ما هو عليه الأمر في الوقت الراهن. بغداد الآن، ليست كما كانت في خمسينات القرن العشرين عاصمة يؤطّرها الجمال الإنساني والمعماري والقيمي على اطلاقه، ولا القاهرة هي القاهرة ولا دمشق ولا بيروت ولا حتى الكويت، ناهيك عن مدن أخرى كثيرة تخلفت فيها الحياة وتراجعت فيها القيم. أنا شخصيا لم أقرأ أو أسمع تحليلا علميا وموضوعيا لهذه الظاهرة المنفرة المؤسفة، ولكن اجتهادي الخاص القابل للصحة والخطأ، قادني الى استنتاج أن السبب فيما نعاني منه من مظاهر التخلف وموت قيم الخير والجمال في مدننا مقارنة بما كنا عليه في عقود خلت، هو أننا في تلك السنين الخوالي كنا اما مرتبطين ارتباطا مباشرا بالغرب من خلال الاستعمار المباشر وتسيير الدولة حسب رؤى المستعمر المتقدم حضاريا وقيميا وإنسانيا علينا، أو ارتباطا غير مباشر ولكن يسمح للغرب بتسيير بعض شؤون دولنا فيسيرها حسب نهجه الفكري المتقدم والآخذ بأسباب المدنية الحديثة. هذه حالة، أمّا الحالة الأخرى أو السبب الآخر، فهو لقرب عهد العلاقة بالمستعمر الذي وضع النظم والقواعد والأسس لادارة الدولة ثم رحل ولكن بقي إرثه الإداري والتنظيمي والذي أخذت به الحكومات الوطنية آنذاك وقبل أن تسيطر على مجتمعاتنا الشعارات الطنانة الرنانة الكاذبة التي أطلقتها الحكومات العسكرية الديكتاتورية، والتي تم بناء عليها التخلص من الإرث الغربي المتقدم ليتم الاعتماد على عناصر جاهلة فاسدة لتسيير المجتمعات وادارتها. ومن هنا انقلب الحال وصرنا على ما صرنا عليه. ولا أزعم أنّ ما أوردت هو كلّ الأمر أو حتى جلّه، إنما هو ما خلصت اليه أنا في هذه العجالة.
الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك