أين ذهبت تعويضات الغزو؟!.. سؤال يطرحه حسن كرم

الوطن

أين ذهبت تعويضات الغزو؟!

حسن علي كرم

 

كانت اللجنة الدولية لتعويضات الغزو العراقي للكويت قد قررت تعويض الكويت عن أضرار الغزو بمبلغ يقدر بنحو (42) مليار دولار وقد استلمت الكويت حتى الآن معظم المبالغ المقررة فيما تبقى نحو (5) المليارات على العراق للكويت وبعدها يتم اغلاق ملف التعويضات، وهذا قد ينتهي في العام القادم، اذا ما سارت الامور حسب الخطة المرسومة من دون تباطؤ أو تراجع من العراق للوفاء بدفوعاته للكويت، لاسيما في ظل تراجع اسعار النفط التي حتى كتابة هذه المقالة قد اقتربت من جدار الـ (%30).
ما هو الأهم في كل ذلك ان الكويت قد تسلمت معظم التعويضات، والباقي حتى وان تأخر الدفع غير مؤثر، غير ان السؤال هنا اين ذهبت اموال التعويضات التي تسلمتها الحكومة الكويتية؟ نتساءل لاننا نرى غموضا وتسترا من الجانب الحكومي، وكأن هذه التعويضات سر من اسرار الدولة الامنية! في حين لجنة التعويضات الدولية تعلن أولاً بأول عن المبالغ المحصلة من العراق.
قبل فترة أثيرت مسألة تعويضات البيئة، وان اموالها (تعويضات البيئة) لازالت معلقة او مجمدة بمعنى أدق.. بينما يفترض توظيف تلك الاموال في تحسين وتنظيف البيئة التي دمرت من جراء حرق الآبار النفطية.
لا يخفى ان الكويت قد خسرت الكثير من الأموال في سبيل تحريرها من الغزاة، وانها خسرت اكثر بعد التحرير. وكل هذا قد اثر في الاحتياط العام للدولة بنسبة عالية وصلت الى سقف الـ %60 ويفترض ان تذهب اموال التعويضات التي استحصلتها الحكومة الى الاحتياطي تعويضا عن خسائر حرب التحرير، واعادة الإعمار.. لكن الغموض وعدم الافصاح يدفعان للتساؤل اين ذهبت اموال التعويضات؟، هل اضيفت على احتياطي الدولة، أم وجهت وجهة اخرى؟!!.
مطلوب الافصاح، فإزاء انخفاض اسعار النفط والأزمة المالية المتوقعة ليس امام الحكومة الا التعامل بشفافية وبكشف الاوراق امام الشعب، فلا يمكن ان تطالب المواطنين بشد الاحزمة فيما يكتنف الغموض الوضع المالي للدولة.