جمعية 'إحياء التراث' تدفع ثمن اعتدالها!.. هذا ما يراه مرزوق الحربي

زاوية الكتاب

كتب 2244 مشاهدات 0


الوطن

'إحياء التراث' تمثل الاعتدال فلماذا تتهم بالإرهاب؟!

مرزوق فليج الحربي

 

نشرت ويكيليكس في عام 2010 وهي منظمة دولية غير ربحية تقوم بنشر تقارير اعلامية خاصة وسرية أغلب تقاريرها مثيرة للجدل نشرت وثيقة مفادها ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون طلبت من الكويت اغلاق جمعية احياء التراث الاسلامي باعتبارها جهة داعمة لجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وهذا الاتهام يتكرر من فترة لفترة لجمعية احياء التراث وغيرها من الجمعيات المعتدلة والتي تعمل تحت غطاء رسمي ليس في الكويت فقط بل في العديد من الدول وعلى رأسها دول الخليج واليوم يفتح ملف جمعية احياء التراث من جديد بأنها تدعم داعش وتمول الارهاب وكالعادة الأمور تأتي اتهامات مبهمة وتتحول الى مطالبات دولية تتخذ معها اجراءات للتضيق على العمل الاسلامي الخيري والدعوي وهذا ما وقع فعلاً فقد أتى الامر من مجلس الأمن هذه المرة ومن تحالف الشركاء المناهض لداعش ليطالب الكويت باغلاق جمعية احياء التراث لاتهامها بدعم داعش.
جمعية احياء التراث منذ اكثر من 30 سنة وهي تعمل تحت ضوء الشمس وقدمت الكثير من المشاريع الاسلامية الخيرية في اقطاب الارض من مساجد ومدارس واغاثة المنكوبين وكفالة الدعاة والايتام ونشرت العلم الشرعي وفق منهج السلف المعتدل واحتوت الشباب والفتيات وفق برامج تربوية وحمتهم من موجات التغريب بل ان جمعية احياء التراث تحارب بشكل واضح وعلني المنهج الخارجي والارهابي الذي ينخر في جسد الأمة ويمزقها بل البعض يتهم جمعية احياء التراث بالموالاة للحكومات من شدة حرصها على اتباع المنهج القويم ومحاربة الافكار المنحرفة.
هذه ليست شهادة شخصية لاحياء التراث بل هي شهادة أغلب أهل الكويت الذين يرون ويسمعون ويتشاركون مع جمعية احياء التراث برموزها وبرامجها وفعالياتها وهي شهادة حكومية من قبل وزارة الشؤون ووزارة الخارجية التي زكت العمل الخيري اكثر من مرة وانه تحت الرقابة الحكومية وأن جميع التحويلات المالية من الجمعيات الخيرية تتم وفق نظام مالي مراقب.
اذا كانت جمعية التراث بهذا الوضوح والشفافية والمنهج الفكري المعتدل والعمل الواضح اذا ما هي الاسباب التي جعلت بعض المنظمات الدولية تتهمها بالارهاب فمرة تدعم القاعدة ومرة تدعم داعش ومرة تدعم الارهاب والسبب وضحه اكثر من شخصية دولية وأكثر من مرة واكثر من رؤية وهو ضرب الاسلام المعتدل والتضييق على انتشار الفهم السليم للاسلام وتمرير المصالح العلمانية والأهداف الغربية التي تسعى لضرب الدعوة الاسلامية وتقسيم بلاد المسلمين ونشر الفكر الالحادي والعقائد الباطلة في بلاد المسلمين.
اليوم الاسلام المعتدل المؤثر في مشارق الارض ومغاربها هو هدف القوى الغربية وقالها الجنرال الامريكي ويسلي كلارك بكل وضوح حين قال (من كان يظن أنا خرجنا لأفغانستان انتقاماً لأحداث 11 سبتمبر فليصحح خطأه نحن خرجنا لقضية اسمها الاسلام لا نريد ان يبقى الاسلام حراً يقرر فيه المسلمون ما هو الاسلام نحن نقرر لهم ما هو الاسلام) وتكرر هذا التوجه كثيراً وبعد الربيع العربي اصبحت المعاداة للاسلام المعتدل أكثر وضوحاً ومباشرة والتدخل اصبح سافراً في شأن الدول ووضع أجندات لها لمحاربة الاسلام.
اليوم جمعية احياء التراث الاسلامي تدفع ثمن اعتدالها ولن يقف الأمر عند احياء التراث بل يتعداه الى كل مشروع اسلامي يحقق العزة والتمكين للمسلمين وسوف تدعم كل الجماعات والافكار المنحرفة لتشويه صورة الاسلام وتقديم هذا الانحراف باسم الاسلام.
اليوم الدفاع عن احياء التراث الاسلامي واجب شرعي لكل مسلم يرى دورها ونشاطها وفعالياتها مصداقاً لقول المصطفى «ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه الا كان حقاً على الله ان يرد عنه نار جهنم يوم القيامة».

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك