يكتب سامي الخرافي عن 'اللفة'!

زاوية الكتاب

كتب 831 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  اللفة

سامي الخرافي

 

حكمة عظيمة تلخص حياتنا بشكل رائع ودقيق وتقول: حياتنا تبدأ بلفة، وتنتهي بلفة، وبين اللفة واللفة لفة.

لا شك أن حياتنا وإن طالت فهي قصيرة جدا، ويقول سبحانه وتعالى (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء) ومع ذلك تستغرب من يتصارع عليها بكل ما أوتي من قوة ويقاتل من يقف في طريقه حتى لو كان أخوه، ويعتقد أنه سيعيش فيها خالدا وتناسى قول الله سبحانه وتعالى (كل من عليها فان)، ويعتقد أن حصوله على المناصب العليا سيشعره بالسعادة والوجاهة، وكذلك امتلاكه الأموال الكثيرة ستجعله في راحة وسعادة... الخ وتناسوا قول الله سبحانه وتعالى (لقد خلقنا الإنسان في كبد) اي أن حياته ستكون في مشقة دائمة، فالدنيا هي دار فناء والآخرة هي دار بقاء.

إن الناظر إلى من حوله يشاهد العجب العجاب من النفسيات السيئة للكثيرين وتسأل نفسك: مالذي تريده تلك النفسيات لكي تعيش بهدوء وتسعد نفسها ومن حولها؟

فلو أخذنا مثلا الشخص الذي يثور على أتفه الأمور وكما يقال عنه «ما يعجبه عجب» وتسأله ما لذي يرضيك؟ فلن تجد لديه جوابا شافيا على تساؤلك، وكذلك من لديه منصب وتسأله: هل أنت مرتاح وراض في عملك؟ فيجيبك مسرعا: والله من كثرة الشغل مو قادر «أحك راسي» وصاحب الشهرة لو سألته هل انت مرتاح لأجابك «من دخلت الشهرة بيتي، خرجت السعادة من نافذتي» وقس على ذلك الكثير من الأمور اليومية والتي تستغرب وتتساءل من هو المرتاح إذن؟

إن الإنسان الذكي هو الذي يتكيف مع المحيط الذي هو فيه بكل سعادة مستخدما وسائل بسيطة تعينه بإذن الله على العيش كما ينبغي، فالسلف الصالح ذكراهم العطرة مازالت باقية الى ما شاء الله رغم ان حياتهم كانت صعبة ولم يكونوا أغنياء أو أصحاب قصور.. الخ بل كان إيمانهم معلقا بالله سبحانه وتعالى وكانوا متوكلين عليه في كل أمر ورضوا واقتنعوا بأن كل ما يأتيهم من الله هو خير ونعمة ورضا لهذا عاشوا في سعادة حقيقية، وما يجب أن يحرص عليه اللي شايله الدنيا على راسه أن يتعلم التسامح ويتعلم أن «التطنيش» ينفع في كثير من الأمور وكما يقول الشاعر:

اضحك ترا الدنيا على الكيف ماجات

لابد ما تصفي... وتونس رغدها

والناس لو تلحق شخصك ملامات

طنش وخل أهل الحسد في حسدها

أضف الى أن هناك الكثير من الأدعية التي ترشدنا وتساعدنا في تخفيف ما يقلقنا أو يحزننا... الخ ويقول الله سبحانه وتعالى (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين). وكذلك يجب أن نتعلم أن نسدد ونقارب في أمورنا لكي نتعايش مع من حولنا بهدوء وسعادة، وليعلم الجميع أن الدنيا وما فيها زائل ويقول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى منها كافرا شربة ماء» فلنبتعد عن الحقد والحسد والتشاؤم... الخ ونبدلها بالرضا والقناعة والسعادة في كل شيء وقمة تلك السعادة في هذه الدنيا طاعة الله عز وجل نتبع أوامره ونبتعد عن نواهيه لكي نعيش في الآخرة في جنات النعيم بإذنه تعالى اللهم آمين.

اللفة: الغطاء.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك