خطوة إعلان الدولة اليمن الجنوبية مازالت بعيدة!.. بنظر حسن كرم
زاوية الكتابكتب نوفمبر 8, 2014, 12:40 ص 755 مشاهدات 0
الوطن
ما الذي يمنع القيادات الجنوبية من التوحد..؟!
حسن علي كرم
على الجنوبيين الا يحلموا انه ببزوغ فجر اليوم التالي ستعود دولتهم المفقودة الى احضانهم. لكن الحلم يجب ان يبقى فاليأس لا يستقيم مع الحياة ومع الارادة القوية.
الجنوبيون لا شك خطوا خطوات رائعة خلال انتفاضتهم في السنوات القليلة الماضية. ومضيهم في تلك الانتفاضة وبحماسة اقوى. لا ريب انهم سيحصدون ثمار تلك الانتفاضة الرائعة. الا ان الاستقلال وفك الارتباط واعلان الدولة الجنوبية مازال كل ذلك خطوة بعيدة. خصوصا ان الحسابات الدولية حيال الوضع اليمني مازالت قاصرة ومحدودة على حل الخلافات الناشئة جراء اسقاط نظام علي عبدالله صالح الذي مازال يتمتع بنفوذ سياسي وقبلي هذا ناهيك عن تحالفاته مع انصار الله (الحوثيين) من جهة والقاعدة من جهة معاكسة (!!).
ان علي عبدالله صالح الذي اجاد الرقص على رؤوس الثعابين. اجاد ايضا حكم اليمن اكثر من ثلاثة عقود وان كان قاده الى الخراب. لكنه نجح بان يصنع لنفسه امبراطورية هائلة من قوة المال والنفوذ وشبكة اعلامية عريضة وغير ذلك هذا مع تحالفات خفية وعلنية مع تنظيمات ارهابية وتنظيمات مسلحة حاربها حينها وتصالح معها احيانا..!!
علي صالح الذي قال انفصال الجنوب على جثتي. لا يمكن ان يصدق الجنوبيون ان الحوثيين سيقدمون لهم جنودهم على طبق من الذهب.. طالما بقي انصار الله متحالفين مع علي عبدالله صالح والقبائل المتحالفة مع علي عبدالله صالح.
لا ريب ان اليمن يمر بأسوأ واخطر مرحلة. وهي مرحلة سقوط الدولة. فالجيش منقسم ولا قيادة حقيقية ورئيس الحكومة المكلف عجز عن تشكيل حكومته والرئيس هادي مجرد من صلاحياته ومرتهن بقصره..!!
لعلي ارى في هذا الظرف الذي يمر به الشمال فالجنوب بأفضل حال. بل لعل العائق الاكبر للجنوب هو ارتباطه السياسي مع الشمال. وهي القضية المركزية التي ينافح الجنوبيون منذ سنوات على تحقيقها.
ان المعتصمين في مشهد سلمي في ساحة العروض في خور مكسر بالعاصمة عدن منذ 14 اكتوبر الماضي ومازالوا لا ريب ان اعتصامهم هذا قد يبعث برسائل بضمان الوصول الى الدول الراعية للمصالحة اليمنية ولاصدقاء اليمن من جهة وللعواصم الفاعلة وللهيئات الدولية وللمنظمات الانسانية والحقوقية من الجهة الثانية وهذه الرسائل مفادها ومبتغاها فك الارتباط وعودة السيادة للدولة الجنوبية.
غير ان فك الارتباط ليس بالبساطة التي قد يراها بعض الشباب الجنوبيين المعتصمين في ساحة العروض. الا ان رحلة الالف ميل تبدأ بالخطوة الاولى. فالجنوب ليس قضية منعزلة عن القضية اليمنية التي تكاد تتعقد سيما مع ظهور قوة ونفوذ انصار الله والتحالفات الداخلية والخارجية سيما ان الاعتصامات رغم استمراريتها غير كافية لاقناع القوى الدولية ان الجنوب مؤهل للاستقلال. فالجنوب قبل الاعتصامات يحتاج الى لملمة الذات بمعنى الى وجود قيادات فاعلة تستطيع طرح القضية الجنوبية بقوة وبفاعلية امام العالم وامام الهيئات الدولية.. فاين هذه القيادة الفاعلة؟ والقيادات التاريخية التي وضع الجنوبيون ثقتهم واملهم بها عاجزون عن التحرك لكونهم يقيمون خارج الدولة وفي عواصم باتوا يكيلون لها الفضل على استضافتهم. هذا فضلا عن اختلافاتهم وخلافاتهم عن مآل الجنوب. فهناك من يرى فك الارتباط فورا فيما اخرون يحبذون الدولة الفيدرالية. وثالثهم مع دولة الوحدة مع منح الجنوب امتيازات خاصة اشبه بالحكم الذاتي.. غير ان الاحداث الاخيرة قد اسقطت كل تلك الفرضيات فالدولة الاتحادية بالاقاليم الستة قد سقطت. ولم يبق الا ان يحدد الجنوبيون مصيرهم بانفسهم وبالارادة الشعبية. ولعل هذا ما يتطلب عودة القيادات التاريخية المقيمة في الخارج الى البلاد والالتحام بالجماهير التي قدمت ومازالت تقدم قرابين على مذبحة الاستقلال.
فماذا يمنع عودة القيادات الى الجنوب؟ وماذا يمنع التوحد ووحدة الكلمة. طالما ان هدف الجميع يقوم على الاستقلال. وفك الارتباط؟ ان عودة الجفري وبن فريد تشكل الوازع لعودة الباقين.
الوطن
تعليقات