الحراك الطبقي في نظام الدولة الإسلامية!.. بقلم حمود الحطاب
زاوية الكتابكتب نوفمبر 7, 2014, 1:02 ص 1028 مشاهدات 0
السياسة
شفافيات / حراك تحول الطبقات الاجتماعية في نظام الدولة الإسلامية
د. حمود الحطاب
قلنا بالأمس ما معناه أن الكفاءة الذاتية هي نظام الترقي في المجتمع المسلم, وليست الأحساب والأنساب.
وذكرنا في هذا الأحاديث النبوية المناسبة لهذا الموضوع, وذلك ينطبق على الحاكم والمحكوم بلا تفريق, فللفرد كما يقول المودودي: أن يترقى إلى ما شاء الله وإلى ما آتاه الله من استعداد وقوة من غير أن يمنع الآخرين من الترقي والتقدم.
وهذا ما تجده في دنيا الإسلام وإلى درجة ليس وراءها مطمح لناظر, يعني وإلى منتهاه كما يقول علماء مصطلح الحديث.
فإن الموالي, وأبناءهم قد نصبوا ولاة على الأقاليم وأصبحوا في مكان آخر قادة للجيوش والعساكر, وقد اتبع أمرهم شيوخ القبائل والعشائر وعاشوا تحت ولايتهم راضين غير كارهين, وكذلك ممن كانوا يَخْصِفون النَّعل أصبحوا أئمة للناس, والنساجون والبزازون, – وأظنهم صانعي الحرير- قاموا في الناس يفتون وهؤلاء كلهم يعدون اليوم من مشيخة الإسلام والسلف الصالح, وقد ورد في الحديث الصحيح الذي هو في الجامع الصحيح للبخاري في باب الإمارة:”اسمعوا وأطيعوا ولو اسْتُعْمِل عليكم عبدٌ حبشي” وهنا يخاطب النبي مجتمعه الذي كان قريب عهد بجاهلية وحديث عهد بإسلام, وكان لأهل الجاهلية مفاهيمهم العنصرية التي على أساسها يتكون نظامهم السياسي والاجتماعي.
ويضيف المودودي: وفي مثل هذا المجتمع- يعني الإسلامي الذي يقدم الكفاءات في الأعمال والقيادة وكل شيء- لا يجد رجل أو جماعة سبيلا للاستبداد بالأمر وتبوء منصب السيطرة الدكتاتورية لأن كل فرد من أفراد المجتمع خليفة كما أسلفنا.
وليس من حق جماعة, أوكل فرد من أفرادها, أن ينتزع حق الخلافة من جمهور المسلمين وينصب نفسه مسيطرا عليهم,والذي يتولى هذا الأمر في الإسلام فموقفه الحقيقي أن جمهور المسلمين والخلفاء قد فوضوا خلافتهم إلى رجل منهم, وجعلوها مرتكزة في ذاته لتنفيذ الأحكام وتسيير دفة الأمور بسهولة, وذلك عن رضى منهم واتفاق كلمتهم, فهو مسؤول عند الله في جانب ومسؤول عند عامة الخلفاء, أي المسلمين الذين فوضوا إليه أمر الخلافة, ومتى أصبح ديكتاتوراً فقد أصبح غاصباً للخلافة وليس خليفة, لأن الديكتاتورية في حقيقتها ضد الخلافة بهذا المفهوم الشامل للفرد والمجتمع, وهذه عجيبة من عجائب الخلافة في الإسلام, ولا يوجد لها نظير لأسباب كثيرة ولارتباطها بالضمير ومراقبة الفرد نفسه بذاتية خارقة. وهي أيضاً عجيبة من عجائب فطنة مولانا الشيخ المودودي وعمق تبصره بالقضايا السياسية الإسلامية وللحديث تكملة.
إلى اللقاء
تعليقات