عن الكويت التي كانت!.. يكتب غنيم الزعبي

زاوية الكتاب

كتب 564 مشاهدات 0


الأنباء

في الصميم  /  هنا 'كانت' الكويت

م. غنيم الزعبي

 

هنا كان بلد فاضت خيراته على كل أرجاء المعمورة وسكن فيه من كل جنسيات العالم كافة، شاركوا أهله الرزق الواسع الذي حباه الله بعده.. هنا كان بلد تحكمه أسرة كريمة اختارها الشعب لتقوده وليكون كبيرها والدا للشعب قبل أن يكون أميره، يرعاهم كما يرعي الأب أبناءه، كان هنا بلد فيه حكومة هي من رحم الشعب يمثل فيها كل أطياف الشعب وإن غاب طيف في حكومة فهو يرجع في الحكومة التي تليها.

كان هنا بلد فيه دستور نظم كافة تفاصيل العلاقة بين الحاكم والمحكوم، هنا كان بلد فيه قضاء شامخ هو ملجأ لكل من سكن هذه الأرض لينصفه إن هو أحضر البراهين الدامغة على حقه ومطالبه، هنا كان شعب جميل طيب تعددت أعراقه وتنوعت طوائفه لكنه اجتمع على حب وطنه، وفداه بروحه، ويشهد على ذلك سيل الدماء التي اختلطت وامتزجت دفاعا عنه في يوم 2/8/90 الأسود لا أعاده الله، هنا كان بلد هو أول من ابتكر فكرة استثمار الفائض من أموال النفط في الخارج فتكون لديه استثمارات هائلة قاربت مداخيل النفط صرفت على تحرير البلد وإعاشة الشعب مدة سبعة شهور كان دخل النفط فيها صفرا.

هنا كان بلد تصدح مآذن المساجد فيه كل صلاة فتمتلئ الصفوف بالمصلين، تلك المساجد التي نسبتها للسكان هي أعلى نسبة في العالم وكلها من تبرعات المواطنين بل ان لدى «الأوقاف» قائمة طويلة من المتبرعين لبناء مساجد لا يجدون مكانا يبنون فيه مسجدا من كثرة عددها في البلد، ماذا حدث لهذا البلد؟

الذي حدث له هو معارضة غير راشدة لا يعرف كبيرها ماذا يريد صغيرها، معارضة وصل التوهان فيها أن بعض أفرادها كانوا يتلقون تعليماتهم سواء للتظاهر أو للتجمع من حساب مجهول في تويتر لا أحد يعلم من خلفه وهل هو عاقل أم مجنون، معارضة غضت بصرها وصمت آذانها عن اللهب المنتشر في إقليمنا والذي تكاد تصلنا بعض شراراته، معارضة دعت لمقاطعة الانتخابات وهي كل يومين وثلاثة تصدر تعليقا أو استهجانا لبعض الأوضاع، قمة «الدجة»، تقاطع الانتخابات التي هي أكبر وسيلة لتغيير وإصلاح أوضاع البلد ثم تجلس تتحلطم وتتذمر من تلك الأوضاع، ألم يكن من الأجدى المشاركة للإصلاح والتغيير؟

معارضة تستهجن السب والقذف ضدها وضد كوادرها ومع ذلك يشهد تويتر أنها لم تترك كلمة من قاموس السب والشتائم الفاحشة أحيانا وقليلة الأدب أحيانا أخرى إلا واستخدمتها ضد خصومها أحيانا وضد بعضها البعض.

نقطة أخيرة: لنا وطن صغير تحيط به عمالقة، ووضع إقليمي ملتهب.

آن الأوان أن تقدر المعارضة ظروف البلد وتعلنها بصراحة وبدون مواربة سنشارك وبكل قوة في الانتخابات القادمة، وتتوقف عن نهج التوتر والتشنج الذي لم يدفع ثمنه غير كوادرها الشابة.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك