سر اعتراف السويد بدولة فلسطين!.. بقلم وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 4, 2014, 12:46 ص 1192 مشاهدات 0
الراي
نسمات / السويد.. بلد الجمال والشجاعة!
د. وائل الحساوي
ما إن ذاب الجليد عن بلد الفايكنج (السويد) حتى أصبحت من أجمل بلدان العالم، فتقع فيها نحو 155 ألف بحيرة، وتتميز بالمناظر الطبيعية الخلابة.
وتطبق السويد النظام الملكي الدستوري الذي يحافظ على منصب الملك لكنه يسلبه من جميع الصلاحيات ويضعها في يد الحكومة.
كل من زار السويد أعجب بطبيعتها الخلابة ودماثة خلق أهلها، ولكن تساءل الناس عن السر وراء اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية التي مازال أهلها يتقاتلون في ما بينهم بينما الكيان الصهيوني المحتل يتفنن في اضطهادهم والتضييق عليهم وسلب أراضيهم لبناء المستوطنات عليها، ويتفنن في إغلاق المسجد الأقصى ومنع المصلين من الصلاة فيه، وقبل ثلاثة أشهر هجم الكيان على أهل غزة المستضعفين والمحاصرين ليقتل الآلاف منهم وليعيد هدم بيوتهم ومدارسهم ومساجدهم دون رحمة أو شفقة، بل واستحق مكافأة من أوباما على عدوانه، ألا وهي «القبة الحديدية» التي تمنع مفرقعات حماس من الوصول إلى سكان تل أبيب الأطهار، بينما الأشلاء والضحايا تتساقط في كل لحظة في غزة بحجة عدوانها على إسرائيل!!
أقول بأن الناس قد تساءلت: وما دخل السويد الآمنة المطمئنة والتي تقبع في آخر أوروبا لكي تتحدى العالم وتعترف بفلسطين؟! والحقيقة أن السبب يكمن وراء شهامة الشعب السويدي وعشقه للحرية ورفضه للإجرام الصهيوني الذي تمارسه إسرائيل جهاراً نهاراً بحق هذا الشعب المستضعف، وتعلم السويد بأنها ستدفع ثمناً غالياً جراء اعترافها بفلسطين لأن اليهود لا يمكن أن يتركوها تعيش بسلام وسيسعون بكل وسيلة لمحاربتها والتضييق عليها، ونحن نعلم بأن قرار السويد لم يأت بسبب جهود الأمة العربية وتحركاتها ولكنه قرار مبدئي من الشعب السويدي، بل إن العرب لم يكترث أكثرهم بذلك القرار وقد اكتفوا بشكر السويد في الجامعة العربية، وقد كان الواجب هو الدعوة إلى تعزيز علاقاتنا بالسويد وإعطائها الأفضلية في مجال العلاقات الديبلوماسية والتجارة البينية!!
لقد كان من بركات الشجاعة السويدية في تحدي الكيان الصهيوني وزوال عقدة الخوف من ردة فعل اللوبي الصهيوني العالمي، أن تشجعت دول أخرى لسلوك نفس الطريق، وقد شاهدنا مجلس العموم البريطاني يصوت بأغلبية ساحقة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - وإن كان ذلك القرار غير ملزم للحكومة البريطانية - كما ان فرنسا تفكر بنفس الخطوة.
نحن ندرك بأن الطريق نحو استقلال فلسطين هو طريق طويل وأن ما حدث لا يعدو كونه شمعة صغيرة في بحر الظلمات، ولكن الواجب هو أن يعمل العرب على إشعال شموع أخرى وأن يستغلوا الخلافات بين دول العالم لتسويق مشروعهم، فالكيان الصهيوني قد أثبت في عدة مواطن بأنه لا يملك التحكم في مصير العالم وأن العالم قد سئم من تلك الغطرسة الإسرائيلية وتحدي الجميع، وكما لقن أبناء غزة إسرائيل درساً في معنى الصمود وتحدي الغطرسة، فإن التحرك القوي والمنظم ضد ذلك الكيان سيجبر العالم على الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ووقف العربدة الصهيونية في بلاده.
تعليقات