ليس تملّقًا…ولا دفاعًا عن الفساد؟! بقلم عبدالكريم الشمري
زاوية الكتابكتب عبدالكريم الشمري نوفمبر 3, 2014, 12:51 م 1175 مشاهدات 0
في قصص الناس الرمزية يُحكى أن خاروفًا استغل مكانه المرتفع وتطاول على أسد في مكان منخفض لأنه على يقين بعدم تمكن الأسد من الوصول إليه…فقال له الأسد…:لست أنت الذي تجرّأت علي وشتمتني وإنما مكانك هو الذي فعل ذلك…؟!!
وصدق…!،فقد يستغل الوضيع زمانًا أو مكانًا معينًا لينال من الأكارم…ولكن استغلاله للزمان والمكان لن يغيّر من حقيقة وضاعته شيئا ولن يسلب من كرامة الكرماء شيئًا إلا ما يتوهمه الوضيع!.
قس هذه الحال على كثير من الذين يركبون موجات المطالبة بالإصلاح ويستغلون تواجدهم في معسكر يدّعي-ظاهريا-المطالبة بالإصلاح وحال الكرماء الذين يسعون لايقاف هؤلاء على حقائقهم وحجمهم الطبيعي…فسترى ما يندى له جبين الحر من افتراءات واتهامات عارية ولا تقوم على أي دليل سوى نوايا مطلقيها السوداء وذممهم الخاوية!
فهؤلاء الذين يركبون موجات الإصلاح للتكسب لا يريدون من العقلاء اسماعهم مالا يروق لهم من كشف حقائقهم وفسادهم وأن الإصلاح الحقيقي لا يقوم على أمثالهم…فمن بديهيات الإصلاح انشغالهم بإصلاح أنفسهم أولا حتى يكونوا مؤهلين فعلا لإصلاح أوطانهم…!
فتجدهم رأسا يتجهون إلى عرض وذمة من يكشف لهم حقيقتهم لأنهم لا يستطيعون مجابهة الحقائق بما يدفعها ويسقطها فيتجهون لإسقاط القائل حتى يتهربوا ويستريحوا من الرد عليها!.
فتارة يشوشون على الناس حتى ينفروهم من كلام مخالفيهم ويتهمون من يكشف حقائقهم بأنه يدافع عن الفساد…مستغلين النظرة السطحية عند كثير من الناس!.
فالناس في الغالب يكونون في أغلب القضايا بين طرفي نقيض وكلا الجانبين يتهم المتوسط في القضية بما يظنه…فالغالي يتهم المتوسط بالتخاذل والجافي يتهمه بالمبالغة…!
فمن يرد على من يشيطن حال البلد ويجعلها النقطة المركزية لفساد الدنيا ويقول بأن البلد كغيره من بلدان العالم فيه ما فيه من الأمور التي تحتاج إصلاحا وتكاتف المخصلين للقضاء عليها ولكن وجود هذه الأمور لا يعني بالضرورة سلب كل مزايا البلد وعدم الكلام عليها بحجة أن شيطنة الوضع تعبّأ نفوس الجماهير أكثر وتجعلهم أكثر انقيادا لصيحات الرموز!…من يقول هذا سيكون عند المعسكر الغالي متخاذل وعند المعسكر الحالم الذي يتكلم عن البلد بمثالية متطرف في محاربة الفساد!
ومن يحاول إرجاع الرموز السياسية إلى حجمها الطبيعي سيكون في نظر محبيهم الذين غلوا فيهم متطرف في عداء رموزهم…وفي نظر مبغضيهم الذين شيطنوا الرموز وسلبوهم كل مزاياهم متخاذل في كشف دجل وحقيقة الرموز…؟!!
وهكذا حال المصلحين الحقيقين يعانون الأمرين من كلا معسكرات الفساد…فالمعسكر الذي يرفع شعارات الإصلاح ويتخذها وسيلة لتحقيق مآربه الشخصية والحزبية يتهمهم بالتخاذل والدفاع عن الفاسدين…والمعسكر الذي يرفع شعارات الموالاة وينخذها وسيلة لنيل مآرب شخصية وحزبية يتهمهم بالتخاذل ومجاملة من يريدون زعزعة أمن البلاد…؟!!
والتاريخ كفيل بانصاف المصلحين وإرجاع كلٍّ من هؤلاء إلى حجمه الطبيعي ومكانه اللائق به…؟!!
عبدالكريم دوخي الشمري
تعليقات