أماني العدواني تكتب - 'وزير التربية ..وبر الأمان'

زاوية الكتاب

كتب 1062 مشاهدات 0

وزارة التربية

على الرغم من خيبات الأمل التي تعاقبت على وزارة التربية في الكويت، وعلى الرغم من مرارة الهزائم والخسائر التي تكبدتها في معركة قيادة المركب التربوي، فكم من ربان عجز عن قيادة المركب وإدارة المقود، وكم من قائد اعتذر في منتصف الرحلة ، وكم من شخصية لامعة واسم بارز بدأ تلك المعركة بهمة عالية ونية صادقة فاصطدم بحجر عثرة منعه من النجاة بتلك السفينة إلى بر الأمان، وكم من مصلح أرهقه كثرة الخصوم وتعدد الجبهات ، إلا أنني استبشرت خيرا في تصريح وزير التربية الدكتور بدر العيسى بأن الوزارة تحتاج إلى نفضة، ثم يأتي تصريحه الثاني الموجه للتربويين ويصف فيه مخرجاتهم بالضعيفة، فتشخيص الداء هو بداية العلاج،
وأعتقد بأن تلك الجرأة في النقد تحتم عليه أن يتقبل النقد الموجه لأدائه في المستقبل برحابة صدر ، وهذا هو المطلوب في شخصية القيادي، فلقد مللنا وسئمنا من سياسة التبرير لكل خطأ وتقصير ، والتلميع لكل قرار ومشروع جديد، علاوة على أصحاب البروج العاجية والذين يرون أنفسهم فوق مستوى النقد ....نتمنى يا معالي الوزير أن تكون هذه التصريحات بداية لمجموعة من الاصلاحات والانجازات ، وتحمل بين طياتها وصفة شافية لعلاج الأمراض المزمنة التي يعاني منها الجسد التربوي وتقويم الاعوجاجات التي ملأت هيكله، فالأمانة ثقيلة، وملفات التربية كثيرة... نتمنى أن يكون على رأس أولوياتها انتشال التعليم من وحل التخبط والشخصانية والتفرد في اتخاذ القرارات... نريد يا معالي الوزير تعليما يرقى إلى مستوى الطموحات، ومخرجات نرفع بها رؤوسنا، ويشار لها بالبنان، نريد دماء شابة يفسح لها المجال ، ولن يكون ذلك وقرار الاحالة للتقاعد لمن بلغت خدمته 30 عاما مجمد عند أبواب وزارة التربية، حتى أصبح سورا شائكا أضر كل من حاول الاقتراب منه ، نريد عدالة في الاختيار للوظائف الاشرافية بعيدا عن أن أي واسطة ومحسوبيات، نريد أن ينظر لموضوع كتاتيب البدون من زاوية انسانية بحتة، وانقاذ تلك الطفولة المغتالة من ظلمات الجهل و الحرمان ...وأخيرا نسأل الله أن يعينك على حمل تلك الأمانة ... والنجاة بسفينة التربية إلى بر الأمان.
أماني علي العدواني

الآن - رأي: أماني العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك