وحدتنا الوطنية أصيبت في مقتل حقيقي!.. برأي منى العياف
زاوية الكتابكتب أكتوبر 31, 2014, 12:16 ص 947 مشاهدات 0
الوطن
طوفة عروق / رسالة مرزوق بالأمس.. افعلوا كما آمركم وإلا
منى العياف
في أعقاب الخطاب «التاريخي» (...) الذي ألقاه رئيس «السنن الحميدة».. أمس الأول لدى افتتاح دور الانعقاد الجديد لمجلس الأمة، انهالت علي الرسائل من كل مكان.. أختار منها رسالتين من قراء الشقيقة السعودية.
الرسالة الأولى نصها كالتالي: «شسالفة «مرزوق» رئيس المجلس تقطعت حباله الصوتية من ها الخطاب، وليش هذا متحمس جداً.. توني أعرف ان السعدون على شراسته الا أنه أبرك من غيره»!!
الرسالة الثانية: «أش هذا رئيس مجلسكم يلقي خطبة حرب!! والغريب ان الشيخ محمد العبدالله وزير دولتكم يهز رأسه في مقعده بالقبول والرضا»!!.
رسالتان كاشفتان ومعبرتان.. وتجعلك تشعر - كمواطن كويتي – بحزن شديد لما آلت اليه الأمور في هذا البلد؟!
٭٭٭
هذا رئيس مجلس أمة يلقي خطاباً تاريخياً (...).. الا ان الرسائل دفعتني دفعاً للعودة الى الجلسة.. لاسمع خطاب «مرزوق».. لقد بدا الرئيس وكأنه كل السلطات في الدولة.. تدخل في القضاء «براحته».. ودونما وجل أو خوف وخاض في قضية خطيرة بسببها أغلقت صحف وأوقفت نشرات اخبارية هذا خطاب تجلت فيه النرجسية في أعلى صورها، عندما تحدث (رئيس السنن الحميدة) بطريقة الأنا وكيف أنه «لبث طويلاً في حيرة من أمره.. وكيف أنه كان يوماً جزءاً من خطاب سياسي عالي النبرة مثير للغبار في مجلس الأمة، ينتهي الى وصفه بنتيجة مأساوية وهي أنه كان خطاباً «يسمع الناس جعجعة ولا يعطيهم طحيناً!!».
٭٭٭
خطاب يعترف فيه بمشاركته الدائمة في الصراخ في المجالس التي كان عضواً بها ومع ان الاعتراف بالحق فضيلة، الا انه هنا «اعتراف كارثي».. لأنه يوظفه توظيفاً لا تخطئه أذن وعقل أحد، لقد كان صراخاً لأجل ملف «الرياضة» الذي كان محط اهتمامه الشخصي وبوابته للعبور الى ما هو عليه الآن من تصدر للمشهد وكونه أصبح الكل في الكل.. كل السلطات!
لقد أراد باعترافه بالأسلوب الذي انتهجه لا ان يرسي مبدأ «الرجوع الى الحق فضيلة».. ولكن أراد ان يوظف اعترافه للغمز ولمز المعارضين له.. وكأن الله هداه الى رشده.. أما المعارضون ففاقدون للرشد!
٭٭٭
لم يتورع «مرزوق» عن الخوض في «ملف الفتنة» كما اسماه.. وان يحكم فيه برأي.. وأن يفصل فيه بحكم.. فهو المجلس وهو الحكومة وهو القضاء يبرئ من يبرئ ويدين من يدين.. وأين في مجلس الأمة.. وأمام من؟ حضرة صاحب السمو!
السؤال، هل سيتقدم وزير الاعلام بشطب كل ما قاله أثناء الاعادة، تنفيذاً لقرارات القضاء، بمنع الخوض في القضية! وكيف سمح لنفسه بمتابعة الحديث في هذا «العته» وهو احالة ملف الفتنة (كما اسماه) الى ديوان المحاسبة، عاتباً على الشعب انه لم يتقدم الى الديوان بمستند أو ورقة أو ادانة واحدة، متغافلاً ان القضية لا علاقة لها بديوان المحاسبة فالديوان كما سبق ان كتبنا وبالأدلة القانونية ليس جهة حساب وليس محكمة.. ولكنه التف حول دور القضاء باللجوء الى الديوان.. بدليل ان الشق الأهم من الملف أمام النيابة العامة الآن وهي التي تستدعي وهي التي تحقق، ولو كنت تثق بالقضاء لما لجأت للديوان، وهو ليس جهة اختصاص.. ولو كنت رئيساً لمجلس أمة كل الشعب ما استخدمت موقعك لتبرئ «خالك» صاحب الفضل عليك.. وفي نفس الوقت تدين من ذهب الى القضاء باحثاً العدالة؟! أم انها رسالة تريد ان توجهها للسلطات كلها ان هذا الملف يجب ان يغلق كما أريد والا!!
٭٭٭
هل نسيت كم مرة شكرت «الفهد» لأنه ذهب الى القضاء؟! هل نسيت أنك أشدت بالخطوة وباركتها فلماذا اذن وأنت هنا «العجول» المستبق لأحكام القضاء.. تتهم الآخرين بأنهم هم من جعلوا الكويت وشعبها «رهينة طامع عجول» و«ضحية مؤامرة يمولها طالب ثأر حقود»!!
برأيك أهذا كلام يقال في وجود حضرة صاحب السمو؟ لقد توقفت بإمعان واحترام شديد عند خطاب صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، عندما قال: «احذروا.. هناك دول تتفكك وحكومات تنهار.. بما أدى الى فوضى شاملة غاب فيها القانون وأصبحت أقدار الناس بأيدي مسلحين مجهولين».. ثم قال سموه: «علينا ترسيخ وحدتنا الوطنية وتعزيز جبهتنا الداخلية بتلاحمنا ووقوفنا صفاً واحداً متعاونين.. شعارنا مصلحة الكويت فوق أي اعتبار».
٭٭٭
نعم يا صاحب السمو.. يجب علينا ترسيخ وحدتنا الوطنية.. وكان منتهى أملنا ان يكون كلامك نبراساً لغيرك ترسيخ هذه الوحدة الوطنية عن طريق الفصل بين السلطات وان يطبق القانون على الكبير قبل الصغير وأن تكفل الحريات للجميع دون افراط أو تفريط لكن روعنا حديث رئيس السنن الحميدة الذي أتى بعد حديثك وبدا معه انه لا يتعلم شيئاً مما تعلمه أنت لنا!!
٭٭٭
كما يقول المثل جاءت كلمته مصداقاً للقول الشهير: (يكاد المريب يقول خذوني) فها هو «مرزوق» يأخذ الدولة كلها ويسخرها لمصلحته هو وخالع! جميعاً كنا - ومازلنا - نتساءل أين دولة المؤسسات ونحن نسمع في خطاب لرئيس المجلس في جلسة افتتاح فصل تشريعي ما هو «ضرب لبيان النائب العام والديوان الأميري في مقتل وبعد قرار عدم الخوض في القضية، وبعد ان جرى: تسكير» صحف ومنع برامج تلفزيونية وسحب «جناسي» بدون حق في عدد منها من له رأي سياسي مخالف حيث تمت بانتقائية شديدة، وبعد ان أصبحت كل الآراء مصبوغة بصبغة واحدة وبعد ان أصبحت معظم الصحف تحمل نفس التوجه - «لا واليوم زادوا صحيفة أخرى وتلفزيون آخر لمجلس الأمة على حساب الدولة وهذا سيكون لنا فيه رأي» - اليوم بعد هذا كله يأتي رئيس المجلس ليقول ما قال؟!
٭٭٭
ألا يكفي ما حدث؟ ألا يكفي ان الجميع امتثل لصوت القضاء.. وقلنا «البينة على من ادعى»؟
أتذكر ان عدداً من نواب «المناشدة» ممن طالبوا بتحويل الملف الى النيابة، كانوا يطالبون من أطلقت عليه يا مرزوق أمام سمو الأمير وولي عهده صفة (طامع عجول وطالب ثأر حقود) بالذهاب الى النيابة.. فلما ذهب اليها وقدم ما لديه – وأنت أشدت بهذه الخطوة واشادتك موثقة بالصوت والصورة – فلماذا تضرب دولة المؤسسات في الصميم ولماذا في حضور رمز البلاد وولي عهده تتعدى على الاختصاصات وتتجاوز حدودك مع القضاء وتخرج علينا بكلمتك هذه.. التي لا تعني الا انك أصبحت أنت السلطات كلها؟! ومع الأسف ان أحداً من مجلس «المناشدة» لم يعترض على كلمتك أو انتفض لأجل القضاء وانتصاراً للفصل بين السلطات!!.
٭٭٭
إنك بفعلتك هذه برأت من أردت وأدنت من تختصمهم، وبفعلتك المشينة هذه وجهت رسالة للشعب ألا يلجأوا للقضاء، ودعوتهم من حيث تدري أو لا تدري الى ان يأخذوا حقوقهم وأحكامهم بأيديهم.. فعلت هذا مستغلاً السلطة الممنوحة لك وكأننا نحكم بشريعة الغاب!! ووصلت رسالة واضحة مفادها «افعلوا ما آمركم.. والا»!!
عندما أعدت الاستماع الى كلمة صاحب السمو وأنصت الى تشديد سموه على ضرورة ترسيخ وحدتنا الوطنية وتعزيز جبهتنا الداخلية أيقنت تماماً ان هذا الرئيس.. بعيد تماماً عن وجداننا وعن مشاعرنا.. وعن قيمنا وأفكارنا.. فهذا النطق السامي لم يصل الى عقل الرجل ووجدانه على الرغم من وضوحه ونصاعته!!
٭٭٭
فصاحب السنن الحميدة الذي أساء للمجالس السابقة الذي اعترف أنه كان شخصياً جزءا منها، وانني أتمنى عليه ان يرجع لكل الفيديوهات الخاصة به (ليرى صراخه وتعسفه في كيفية استخدامه للأدوات الدستورية ليعصف بخصومه ويضربهم بلا هوادة، بعيداً تماماً عن مصلحة الكويت)!.
بالفعل يا دولة الرئيس، فأنت كما قلت بالأمس (خطاب يسمع الناس جعجعة ولا يعطيهم طحينهم) كان هذا خطابك أنت.. وهذا باعترافك أنت من فمك أدينك.. لقد كنت أنت بالفعل أنصع مثالا لهذه الجملة باقتدار! لذلك فان مناشدة سمو الأمير بالعمل على ترسيخ وحدتنا الوطنية، التي باتت اليوم في وضع لا تحسد عليه انما هي كذلك بفعل ممارسات مماثلة لما أقدمت عليه، وما الاستفتاءات المتنوعة التي أجريت من صحف ومواقع اخبارية تعكس كارثة مفادها ان وحدتنا الوطنية أصيبت في مقتل حقيقي، وأن هذا المجلس برئيسه – باستثناء البعض ممن رحم ربي – لا يمثلون الشعب ولو أجريت انتخابات جديدة لسقط معظمهم بامتياز- فالشعب (يغلي) وليس سعيداً لكون حرية الرأي التي تمتع بها أصيبت في مقتل وأن دولة المؤسسات ما عاد لها وجود وأن السلطات أصبحت مطية ومسخرة لكبار القوم، وأن القانون لا يطبق على الكبير للأسف!
أهدرنا قيمنا بأنفسنا وضاعت البوصلة وافتقدنا القدوة التي كنا نقتدي بها، أبعدت الأصوات الوطنية الحقة عن ميدان الرأي والكلمة وأصبحت متهمة مع سبق الاصرار والترصد ومن يحيطون اليوم بأصحاب القرار هم المستفيدون والانتهازيون والمتعيشون على فتات موائدهم.
ومرة أخرة استذكر «غاندي» ومقولته العبقرية (كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن)!!
٭٭٭
كلمة أخيرة..
أعلم ان الأقلام ستشحذ والألسن ستنبري للنيل مني وستسن علي، وستحمل لي مواقع التواصل الالكتروني الكثير من البذاءات والتلفيقات والقصص المفبركة لكن لا يهم فهذا ثمن الكلمة الصادقة، فنحن اليوم في زمن أصبحت فيه الكلمة الحرة (جريمة)، وأنا اليوم لجأت الى القضاء لايماني المطلق به وهو الذي سوف يحدد سقف الحرية لهذه الشتائم من بعض المغردين المتخفين تحت أسماء وهمية!!
ولكني أهمس في أذن المتابعين بأن يتأملوا «الشتامين» ليعرفوا ما هي علاقتهم بكل ما حدث لنا وللكويت.. وللحديث بقية لهذا الخطاب (السبّة) الذي سيذكر للتاريخ!!
والعبرة لمن يتعظ!!
تعليقات