الغربللي يحذر من الهواتف النقاله لأنها مراقبه

زاوية الكتاب

كتب 525 مشاهدات 0


بقلم عبدالكريم الغربللي إنهم «يسمعونك ويرصدونك»، هذا التحذير موجه بالخصوص إلى المسؤولين المهمين جداً جداً، والمهمين جداً، بل حتى الأشخاص غير المهمين إذا ما شكلت محادثاتهم نمطاً يستدعي المراقبة... فالذين يستخدمون الهواتف النقالة دون أدنى درجات الانتباه أو الحذر من أن الشبكة برمتها يمكن اختراقها والتنصت على ما يدور فيها من محادثات ورصد مكان المتكلم. «هذا الجهاز سبب رئيسي لحوادث مميتة وأمراض خطيرة، يجب توخي الحذر عند استخدامه» الهاتف النقال، وفي بعض الأماكن يطلق عليه «المحمول، الجوال، السل، الموبايل» أيضاً، هو المنتج المتألق الدال على تقدم تقنيات علوم الاتصالات... وما انتشاره الواسع والسريع، على جميع مستويات وشرائح المجتمعات في العالم، إلا دليلا قاطعا على أهمية حيازته لتسهيل جوانب متعددة في الحياة التي أصبح إيقاعها متسارعا بسرعة تضاهي سرعة دوران الزمن مما جعل «الزمن كأنه في حالة تقاصر...»، ليأتي الهاتف النقال ليدلي بدلوه في هذا التسارع. ولا تقتصر خدماته على المحادثة، بل يدخل في مجالات متعددة؛ مثل التصوير، وإرسال الصور، والمحادثات المتلفزة، والدخول إلى شبكة الإنترنت، واستقبال محطات الراديو والتلفزيون الفضائية، وإرسال الرسائل النصية، وتوفير خدمة تحديد الموقع من خلال الخرائط الرقمية GPS، كما أصبح وسيلة تحويل ودفع المبالغ من الحسابات البنكية، وغير ذلك كثير... ويهمنا في هذا المجال التنويه إلى بعض الجوانب التي يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار بعد أن تم فعليا التصدي لها في بعض الدول المتقدمة. الأمن والسلامة: مما لاشك فيه أن استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة يؤثر على تركيز السائق ويعرض سلامة الطريق إلى الخطر... فالأبحاث العلمية تشير إلى أن ردة فعل السائق الذي يستخدم الهاتف النقال تكون أبطأ بنسبة ٪50، كما أن احتمال تعرض مستخدم الهاتف النقال إلى حادث يرتفع إلى أربعة أضعاف... لذلك فمن الواجب المبادرة إلى سّن قانون ينص على «منع استخدام الهاتف النقال «اليدوي» أثناء قيادة المركبات والدرجات النارية، أو أثناء الإشراف على متدرب عليها كما هو الحال في الهواتف اللايدوية التي يكون مستخدمها عرضة للمساءلة القانونية إذا ما أثرت بشكل سلبي على تركيزه وسلامة قيادته أثناء استخدامها». الجانب الصحي: إن براءة استخدام الهاتف النقال من التأثيرات والأضرار الصحية أمر لم يحُسم بعد، وإن كانت دراسات علمية -أشارت إليها مؤسسات علمية ومحطة «بي بي سي» البريطانية- ربطت استخدام النقال ببعض العوارض الصحية مثل الصداع، وفقدان أو ضعف الذاكرة، والسرطان، بينما تنفي شركات «النقال» هذه التهم، فإن المزيد من الأبحاث العلمية ما زالت ضرورية لكشف الحقيقة، حيث ترصد الدول المتقدمة ميزانيات لمواصلة الأبحاث للتوصل إلى الحقيقة. وفي الوقت نفسه نرى هوائيات محطات النقال منتشرة فوق أو بالقرب من المدارس والمنازل الخاصة، كما غدا الهاتف النقال في متناول حتى الأطفال..!!! دعونا نتذكر سطوة ونفوذ شركات التبغ التي ظلت تقاتل بنفوذها سنوات طويلة قبل أن تتمكن الهيئات الصحية من إلزامها بدمغ منتجاتها بعبارات التحذير من مخاطر التدخين... ومنع إعلاناتها الدعائية... أو بيعها إلى من هم أقل من 18 سنة... والآن يستمر القتال مع نفوذ شركات «النقال» العملاقة التي تبيع الهواء... فهل نقرأ قريباً النص الرسمي هذا على «النقال» «هذا الجهاز سبب رئيسي لحوادث مميتة وأمراض خطيرة، يجب توخي الحذر عند استخدامه»، وبالقرب من هوائيات محطات النقال التي نأمل في إبعادها فوراً عن المدارس والمساكن الإعلان التحذيري التالي: «ممنوع الاقتراب منطقة إشعاع كهرومغناطيسي»، حتى يحين ذلك الوقت اقترح خصم %10 من أرباح شركات النقال تخصص للأبحاث العلمية المتعلقة بسلامة استخدامها. لباقة ولياقة وأصول استخدام النقال «الذرابة أو الأتكيت»: بعض مستخدمي النقال لا يراعون جوانب أصولية تفرض نفسها نتيجة لمرونة تنقل «النقال»... ولنذكر بعضاً منها: أماكن يستحسن إخراس صوت النقال فيها مثل دور العبادة، والديوانيات الرسمية خصوصاً في مناسبات العزاء، الاجتماعات المهمة، والأماكن الثقافية كالمكتبات وغيرها، وعند بداية المكالمة ابدأ بسلام مختصر وبادر على الفور بالسؤال عما اذا كان الظرف مناسباً للاستطراد في المكالمة... وإذا ما سمُح لك فلتكن مكالمتك من قائمة «ما قلّ ودلّ» من دون إطالة... تجنب إرسال الرسائل التي تحتوي أخباراً محزنة... خصوصاً تلك التي تحتوي أخبار الوفاة فقد تصل هذه الرسائل إلى أشخاص قد تفسد عليهم مناسبات مهمة كأن يكونوا في حفل استقبال أو فرح أو زواج... كما يمكن أن تكون لهذه الرسالة الصدمة النفسية التي قد تؤثر على الشخص، وهو يمارس عمله، أو قيادته لسيارته. وكل هذه محظورات يمكن تجنبها بشيء من الكياسة واللياقة فالأخبار المفزعة ليس من الذوق الإبلاغ عنها بالرسائل الهاتفية.... أما في ما يتعلق بكاميرا النقال فلا يتسع المجال لتناول أصوليات استخدامها تاركين ذلك لخُلق وضمير المستخدم... وأخيراً لابد من التنويه إلى الغموض الذي يشوب فاتورة الهواتف النقالة، خصوصاً في ما يتعلق بطريقة حساب تكلفة المكالمات الدولية «Roaming» ذات الجدول السري وغير المتاح للمستهلك لتدقيق صحة فاتورته!! وعلى المستهلك أن يمارس شيئا من الوعي قبل أن يقع في مصيدة «اكتب حرف كذا وشارك معنا بإرسال رسالة نصية...!!!»، كما على شركات النقال ان تمتنع عن فرض مميزات، حتى وإن كانت مجانية على المشترك مثل؛ خدمة «Miss you»، أو الامتناع عن توفير خدمة اللاسلكي «Walk tokay»... الجانب الأمني: إنهم «يسمعونك ويرصدونك»، هذا التحذير موجه بالخصوص إلى المسؤولين المهمين جداً جداً, والمهمين جداً، بل وحتى الأشخاص غير المهمين إذا ما شكلت محادثاتهم نمطاً يستدعي المراقبة... فالذين يستخدمون الهواتف النقالة دون أدنى درجات الانتباه أو الحذر من أن الشبكة برمتها يمكن اختراقها والتنصت على ما يدور فيها من محادثات ورصد مكان المتكلم، ليس من قبل الهيئات المحلية فحسب، بل حتى من قبل وكالات التجسس العالمية، بما في ذلك الاستخبارات الإسرائيلية...، كما أن تقارير تحدثت عن أن هناك بحوثاً قطعت أشواطاً متقدمة لاستخدام النقال كسلاح من خلال إرسال موجات صوتية ذات ترددات قاتلة لمستقبليها... لذلك على المسؤولين مراعاة أهمية الحفاظ على سرية المعلومات عند استخدام النقال وعدم الاستهانة بهذه الحقائق.
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك