مشكلة الكويت هي أن الفلوس موجودة والإرادة مفقودة!.. وليد الجاسم مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 5321 مشاهدات 0


الوطن الفلوس موجودة.. والإرادة مفقودة وليد جاسم الجاسم فور استلامه رئاسة الوزراء بعيد إجراء الانتخابات البرلمانية بنظام الصوت الواحد، ووسط حالة جدلية شديدة جداً وعاصفة في البلاد بين رأيين مختلفين وتوجّهين متباينين، قلنا آنذاك إن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك أمامه فرصة عظيمة لتسجيل إنجاز كبير يعيد أهل الكويت للإجماع على شيء.. أي شيء.. المهم أن تقدم الحكومة إنجازاً تستغل به وجود مجلس تم انتخابه بنظام الصوت الواحد، وسط توقعات بعلاقة هادئة بين السلطتين، بما يلغي قدرة الحكومة.. أي حكومة على التحجج بوجود تأزيم أو تعطيل لمشروعاتها. وقلنا آنذاك إن الإنجاز الحكومي يجب أن يبحث عن أمور يستشعرها المواطن العادي وتؤثر على حياته اليومية، وليس بالضرورة أن يكون الإنجاز مباني شاهقة أو مجمعات أو إنجازات كونكريتية. كما قلنا إن تردّي الأوضاع الصحية في البلاد من حيث الروتين وآليات التعامل مع المرضى والطوابير والمواعيد البعيدة التي تضرب لهم هي من أهم وأسهل الأمور التي يمكن تحقيق قفزات كبيرة فيها دون جهد كبير وسوف يتلمسها المواطن فوراً ويشعر بالعرفان تجاه الحكومة ومجلس الأمة مادام هذا الإنجاز تحقق في وجودهما، ووجهنا -آنذاك- الدعوات لاستقدام فرق طبية أجنبية فوراً تسدّ أي نواقص أو شواغر وتساهم في إراحة المواطنين وإشعارهم أنهم بين أيدٍ أمينة تعالجهم وتداوي جراحهم، فيقولون شكراً للحكومة وشكراً لمجلس الأمة وتعاونهما الذي أثمر. الأمر الآخر الذي كان يجب البحث عن مخارج فورية له تحسب كإنجاز للسلطتين هو الزحام المروري المريع الذي يعاني الناس الأمرّين منه يومياً، فيأكل وقتهم يومياً، ويأكل أموالهم شهرياً لاضطرار الناس الى القيادة من عدة أفراد في البيت الواحد يومياً لإنجاز المتطلبات، ناهيك عن حاجة بعض البيوت الماسة الى سائق أو أكثر من سائق الأمر الذي يرهق كاهل رب المنزل وربما يسبّب الكثير من المشاكل في البيوت أضف الى ذلك أذى إنجاز المعاملات الرسمية لهذه العمالة الزائدة مع الداخلية والصحة والشؤون!!. أيضاً، هناك جانب يخص آليات إنجاز المعاملات في الدولة، ونظام (فوت علينا بكرة) الذي ورثناه من الروتين المصري وزايدنا عليه، فصار الوضع (مرنا بعد العطلة أخوي)، هذا الروتين الذي يسيطر على معظم الجهات في الدولة، والذي يلمسه ويعاني منه المواطنون في كل الجهات التي يضطرون الى التعامل معها سواء قطاعات الداخلية والمرور أو الكهرباء والماء أو التجارة أو الشؤون أو الصحة أو التربية، هذه الآليات الروتينية كلها كان يجب أن تنفض نفضاً فورياً بما يشعر المواطن أنه في بلد متحضّر أو سائر على خطى التحضير على الأقل، وليس في بلد يتربص فيه المراجعون شبابيك المعاملات.. وينطلقون نحوها راكضين وكأنهم في سباق مائة متر ضمن بطولة من بطولات ألعاب القوى مثلما رأينا في تصوير فيديو هاتفي يرصد الحالة كل صباح في إحدى إدارات العمل التابعة لوزارة الشؤون!! لكن، الآن.. بعد كل ما قلناه عقب انتخاب المجلس وتشكيل الحكومة، وبعد مضي هذه الشهور المتتالية من (عسل النحل الصافي) الذي ميّز العلاقات بين الحكومة ومجلس الأمة.. من حقنا ان نتساءل: ما الذي جناه المواطن؟! .. لا تقولوا أنجزنا هذا الكم من القوانين!! فأنا أصلاً ضد الإفراط في سنّ القوانين فكلما زادت القوانين زادت تعقيدات الحياة والاجراءات الحكومية والروتين، وبالتالي زادت منافذ الفساد والواسطة، وفي كل الأحوال.. لن يشعر أحد بجدواها الآن ولا جني لحصاد يأتي منها على الإطلاق قريباً. عندما نقيم أداء السلطتين، يجب أن نسأل أنفسنا: < هل شعرنا أننا بحال أفضل عندما نراجع أي جهة حكومية لإجراء معاملة ما؟؟ < هل شعرنا أننا بحال أفضل عندما نضطر الى مراجعة أي مستشفى أو مستوصف؟ < هل شعرنا أننا بحال أفضل إذا انتظرنا موعداً للأسنان أو لأشعة ملوّنة؟ < هل شعرنا أننا لا نحتاج الى الواسطة لإنجاز معاملة خادم أو مرور؟ < هل شعرنا أننا بحال أفضل مثل الحال الحالم الوردي الذي وعدنا به وزير التجارة للقضاء على الروتين وسرعة إنجاز التراخيص؟ < ما الذي جنيناه من حالة (العسل) بين السلطتين؟! هذا هو السؤال.. ومازالت أمام الحكومة والمجلس فرصة للإجابة!! لكنها فرصة أخيرة للإنجاز.. ونكرر.. والله ثم والله ثم والله، الإنجاز ليس بالضرورة «شوية صلبوخ وكونكريت وحديد».. الإنجاز ربما يكون أسهل بكثير وأسرع بكثير مما تتصورون، مجرد حركة سريعة وقرارات جازمة للقضاء على الروتين وإعطاء الناس حقوقها في حسن المعاملة بالجهات الحكومية، وتوفير الطاقات الطبية والخدماتية اللازمة. وأي أمور أخرى تلامس الحياة اليومية للناس، وهذا كله يسهل حله في وجود الإرادة والفلوس.. لكن المشكلة الكويتية المزمنة هي أن الفلوس موجودة لكن الإرادة مفقودة.
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك