المطلوب تحويل الكويت إلى مجتمع منتج لشيء آخر غير النفط!.. الدعيج ناصحاً

القبس

متى يعقد...؟

عبد اللطيف الدعيج

الآن .. ومع تزايد هذا الهلع من انخفاض اسعار النفط فان الوقت يبدو مناسبا لاعادة طرح ما سبق ان طرحناه و«الناس نيام». ضرورة عقد مؤتمر وطني للتصدي لازمة الدولة الريعية في المجتمع الكويتي.

ليست المشكلة في عجز الميزانية. بل ليست المشكلة حتى في انخفاض اسعار النفط. فلو كنا مجتمعا صحيا لما ازعجنا انخفاض النفط، ولما هدّ حيلنا احتمال شحّ الميزانية. المجتمعات الحية، تتعرض الى الكثير من الازمات وحتى الكوارث. لكن، ولانها مجتمعات حية، فان الاحياء يعوضون ما فقدوه، والاصحاء يعيدون بناء ما عبثت به الكوارث. اذن مشكلتنا هنا اننا نفتقد مع الاسف العزيمة والقدرة على العيش بجد واجتهاد مثل بقية خلق الله. او بشكل اقرب واوضح مثل ما كنا نعيش قبل تبني نمط الانتاج والتوزيع الحالي للدخل.. اي نمط الدولة والاقتصاد الريعي.

اذا اتفقنا على ان عجز الميزانية او انخفاض اسعار النفط ليسا هما المشكلة الحقيقية، فان هذا الاتفاق يقود بالضرورة الى ان المشكلة فينا. في ادائنا وقدرتنا التي استلبت بفضل النظام الريعي. هذا يعني اننا لا نريد ان نسمع بان المطلوب مكافحة الفساد المزعوم، او كما يحلم البعض باسترجاع الستين مليار دينار او دولار- التي هي اصلا كما الزعم نتيجة غسل اموال وبيع سلاح. يعني ليست فلوسنا ولا هم يحزنون. لا نريد ان يختلق البعض دعاوى الهدر او يحصر التبذير في طائفة او فئة من المواطنين، او كما هو الواقع القاء اللوم على نفر او نفرين.

كلنا عاجزون عن الانتاج. حتى الراغبون والمجتهدون منا مع الاسف، طرق العمل ووسائل الانتاج مسدودة في وجوههم. اصبح المجتمع مكيفا لوأد الكفاءات ولطمس الاحلام ولكسر كل همة او عزيمة في البذل والعطاء.

المطلوب، مرة اخرى، خلق بدائل للدخل عوضا او رديفا كما هو للنفط. ليس المطلوب ترشيد او ادخار دينار هنا او فلس هناك. ليس المطلوب تحصيل ضرائب من هذه الفئة او تلك. لان احدا بالاساس لا ينتج هنا. بل المطلوب استنهاض همم الناس وتحويل الكويت الى مجتمع منتج لشيء آخر غير النفط. فهل بلغت؟!