لهذه الأسباب يرى سامي الخرافي في تخفيض عدد الحصص الدراسية ضرورة

زاوية الكتاب

كتب 861 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  نبيها ست

سامي الخرافي

 

بدأت أشعر بمعاناة طلاب المرحلة الابتدائية بشكل مباشر وخاصة الصف الأول الابتدائي بعد دخول ابنتي للمدرسة، وما أشاهده من إرهاق وتعب عليها منذ ركوبها السيارة إلى أن تعود إلى البيت وهي في سبات عميق من النوم بسبب الجهد الذي تبذله وغيرها من الطالبات في المدرسة والتغيير المفاجئ الذي حصل لهن من مرحلة إلى مرحلة، وعليه فإنني أناشد المسؤولين في وزارة التربية إعادة النظر بشكل جدي وحاسم في تخفيض الحصص الدراسية من سبع إلى ست حصص وذلك للأسباب التالية:

لا شك أن الطقس في الكويت كما هو معروف حار معظم أيام السنة، ومن هنا فإن خروج المتعلم الساعة 1.30 بعد الظهر فيه إرهاق شديد عليه، ولك أن تتخيل التعب والإرهاق الذي تراه على وجوههم عند قرع جرس نهاية الدوام المدرسي، وتبدأ معاناة أخرى معهم وهي الزحمة الشديدة التي نراها في الشوارع مما يعني الوصول إلى البيت في حدود الساعة الثانية والنصف أو الثالثة عصرا ليتناول الطفل غداءه ثم تبدأ مرحلة الدراسة حتى الساعة السابعة أو الثامنة مساء، فأين الراحة وممارسة حياته وهواياته؟

كمية المعلومات التي يتلقاها المتعلم خلال اليوم الواحد وعلى مدار الأسبوع تجعله مشتت الذهن وتجعل تلك المعلومات سريعة التبخر من ذاكرته وخاصة لمن هم في هذه السن، وإنها مرحلة تأسيسية من حيث معرفة القراءة والكتابة، اضف إلى ذلك حالات الولادة أو الوضع.. الخ لدى المعلمات قد تسبب في ربكة لدى المتعلم وتغيير المعلمات بصفة مستمرة لتغطية العجز مما يؤدي إلى مرور أكثر من معلمة على الفصل الواحد طيلة العام الدراسي وهذا ليس من مصلحة المتعلم.

المتعلم في تلك المرحلة يميل كل الميل للعب والترفيه، خاصة أن طبيعة هذه السن تنبذ القيود وضبط الحركة داخل الفصل، وفي المقابل نجد كمية المعلومات المطالب بها الطفل كثيرة وجديدة عليه، لذا فإنه يعيش في صراع بين الترفيه وتلقي المعلومات مما يجعله في حيرة من أمره أيهما أهم بالنسبة له؟

ما نأمله من وزارة التربية اتخاذ الخطوات اللازمة لتخفيض الحصص إلى ست بالسرعة الممكنة والعمل على:

خروج المتعلمين في المرحلة الابتدائية الساعة 12.30 ظهرا لإعطائهم الوقت الكافي لراحته في البيت والاستعداد لبدء الدراسة في فترة العصر بعد أن يأخذ قسطا من الراحة، كما ان الازدحام سوف يخف بشكل كبير جدا وهو ما تعاني منه جميع شوارع الكويت يوميا، والأمر الأهم هو أن كثيرا من أولياء الأمور يستطيعون أن يعودوا الى مقر عملهم بعد أن قاموا بتوصيل أولادهم إلى البيوت، وقد يتساءل أحدهم أن أحد أولادي في المرحلة المتوسطة أو الثانوية فكيف أخرج مرة أخرى لأخذه من المدرسة، فالإجابة هي أن كل أمر له سلبياته وإيجابياته ولكن في هذا الأمر الإيجابيات أكثر من السلبيات.

المرحلة الابتدائية مرحلة تأسيس ويجب الاهتمام بشكل خاص على اللغة العربية لأنها مفتاح بقية المواد، والتركيز أيضا على المبادئ البسيطة للرياضيات والتربية الإسلامية وأيضا المعرفة البسيطة لمادة اللغة الانجليزية، ونركز أيضا بشكل مكثف على ترفيه المتعلم في تلك المرحلة وخاصة السنوات الثلاث الأولى بهدف تحبيب المتعلم في المدرسة وزيادة انتمائه لها باعتبارها المؤسسة التي توفر له كل ما يحتاجه من معرفة وترفيه معا وقد نكتشف مواهب مدفونة قد أهملناها في الوضع الحالي، وانا على يقين بأن بعض التواجيه الفنية لن يعجبه ما طرحته ولكن مصلحة المتعلم فوق كل اعتبار.

ما نأمله من وزارة التربية مناقشة تلك المواضيع بشكل جدي لأن أولادنا أمانة في أعناقهم، وأنا لا أشك أبدا في أن الأستاذة مريم الوتيد وكيلة وزارة التربية ترفض مثل تلك الاقتراحات والتي تهدف إلى رفع مستوى المتعلم لأنها تشجع وتشدد على ضرورة تبني كل ماهو مفيد ويهدف في النهاية إلى رفع المستوى التحصيلي لكل متعلم في الكويت.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك