عن أبرز إشكاليات إصلاح الأنظمة التعليمية!.. تكتب سلوى الجسار

زاوية الكتاب

كتب 559 مشاهدات 0


الوطن

رؤيتي  /  المناهج الدراسية: تمنح شهادة ولا تخرج متعلماً؟؟؟؟

د. سلوى الجسار

 

في مقالتنا السابقة جاءت العديد من ردود الفعل حول موضوعها حيث تحدثوا عن المناهج الدراسية ما لها وما عليها.فليس بغريب في العديد من الأوساط التربوية والاجتماعية والسياسية الحديث عن المناهج التعليمية فهو ملف يجب النظر اليه بعين الاهتمام والتطوير وذلك تبعاً للتطورات الجارية التي تحيط بالمتعلم يومياً.ولعل من أبرز اشكاليات اصلاح الانظمة التعليمية هو اشكالية المناهج التعليمية لأنها لازالت مناهج منقوصة وتهدف الى تعليم المعرفة فقط اي تعليم التلقين والحفظ، فهي بعيدة عن العلم التطبيقي والحياتي، فنرى المتعلم يقوم على اهمال العقل لأنه مازال التدريس والتعليم المدرسي يدوران حول الكتاب المدرسي كمصدر تعليمي رئيسي وحيد، ان النظر الى المناهج الدراسية والحديث عنها من قبل بعض المسؤولين في الدولة لازال يدور في تعريف يبتعد كل البعد عن الاصلاح والتطوير لانهم يرون المنهج المدرسي هو (الكتاب المدرسي) وهذه اخطر اشكاليه تواجهها المناهج في الكويت وللاسف نجدها تنعكس على القرارات التربوية.في الوقت ان المنهج المدرسي هو كل الخبرات التي يقدمها التعليم المدرسي والتي تتناول عناصر عديدة هامة تتحمل مسؤولية تعليم الفرد من أجل الحياة والمواطنة الصالحة والتي منها (المعلم، المحتوى العلمي، السياسات التعليمية، الادارات التربوية، الوسائل والانشطة، والامكانيات التعليمية وغيرها.) فاين نحن من مبادرات اصلاح المناهج الدراسية وفق هذة الرؤية؟؟؟؟
ان الأصوات التي تطالب بتغيير المناهج مرة والالغاء مره لا تعي ان ذلك يعتبر تغييراً لمجرد التغيير ولا يعتبر تغييراً للافضل لان المطلوب هو تقييم الكوادر التعليمية التي تعمل على اعداد وتقييم وتقديم هذه المناهج والتي لا ترقى للمستوى المطلوب ولعل التحدي الاكبر الذي نواجهه في الكويت اليوم هو عدم الرضا عن مستوى التعليم ومخرجاته هو النقد الموجة الى منظومة المناهج الدراسية والتعليمية والتي لازالت لا تفي بحاجة العصر واحتياجاته ومتغيراته، فما يتلقاه التلاميذ في المدارس بعيداً عن حياتهم اليومية وعن المتطلبات الاقتصادية لسوق العمل ولعل مؤشرات ضعف القراءة والكتابة ومهارات الحوار لازالت ضحلة وضعيفة وقد تدرج بها التلاميذ حتى وصلوا الى مرحلة الجامعة وهم غير مؤهلين. فكيف تواجه الجامعة هذا الكم الهائل من متعلمين غير مؤهلين للتعليم الجامعي؟ للأسف لقد باتت بعض عقول الطلبة في الجامعة في مستوى عقول الطلبة في المرحلة المتوسطة حتى باتت الجامعات تمنح شهادات ولا تخرج عقول متعلمة.
اخيراً لا ننكر ان المتغيرات السياسية في ضعف مستوى القرارات التعليمية والقيادات التي تتحمل مسؤولية صناعة هذه القرارات تمثل أخطر اشكالية تواجه المناهج التعليمية وتأثيرها واضح على المجريات العلمية والتعليمية، لأن التعليم كنظام متكامل متفاعل مع المجتمع ومجرياته السياسية والاجتماعية والثقافية.اليوم الجميع مطالب في تحمل المسؤولية في المشاركة في مشروع التغيير المطلوب في أنظمة التعليم والمناهج التعليمية والتي يجب ألا يخرج عن مكونات الهوية الكويتية ومتطلبات العصر واحتياجاته ومطالب نمو المتعلم والعولمة.نريد ان نقدم ثقافة تعليمية متوازنة تخدم كافة احتياجاتنا كمجتمع اسلامي وعربي مسالم.
نؤكد هنا ان مبادرات اصلاح المناهج يجب ان تقوم على ايدي كفاءات وطنية والتي تملك العديد من الخبرات التي تؤهلها لهذا العمل الوطني وكفانا الاستعانة في البنك الدولي والخبراء الاجانب فعقدة الاجنبي لازالت تسيطر على قرارات بعض المسؤولين.ان التعليم الجيد هو مخرجات منظومة عمل متكاملة وفق رؤية وخطط استراتيجية شاملة بعيدة عن الحسابات السياسية والادارية والاجتماعية والتنفيع المادي.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك