التاريخ أكثرُه أسطورة وأقلّه حقيقة!.. برأي صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 700 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  الأسطورة والتاريخ

صالح الشايجي

 

التاريخ، أكثرُه أسطورة، وأقلّه حقيقة.

أعني بهذا تاريخ البشرية ككل بحضاراتها المتعاقبة منذ بدأ الانسان يعي ويدرك، وعلى مر الأزمنة تقدّست بعض الأساطير ودخلت الى قلوب بعض الأديان والعقائد وصارت من صلبها ولبّ ألبابها، حتى بات الايمان بها هو المقوم الحقيقي لإيمان الشخص المنتمي لتلك العقيدة وذلك الدين. وبسبب هذه الأساطير المنسوجة من الخيال والتي كانت البشرية في حاجة ماسة اليها في أزمنة شديدة البعد عن يومنا هذا قامت حروب واحتلت مدن ومات بشر كثيرون، وذلك لأن هذه الأساطير تحصنت بالقدسية التي يموت المؤمنون بها من أجلها عن طيب خاطر وربما بزهو.

وما يواجهه العالم من مصاعب وتفرقة وتجافٍ بين الشعوب والأمم، هو في أغلبه ـ مع الأسف ـ عائد إلى أسباب تاريخية وليس لأسباب معاصرة! فالأسطورة التي شكلت عقائد الأمم على مر التاريخ هي التي أوجدت الأمم وفرقت بين الناس. فهذه جماعة من الناس تؤمن بهذه الأسطورة وتعتقد بها وتقدسها، وتلك جماعة أخرى لها أسطورتها الأخرى التي أيضا تعتقد بها وتقدسها، ومن هنا تفككت البشرية وصارت أمما شتى تتحارب فيما بينها بسبب تعدد الأساطير واختلاف المعتقد.

ما يعنيني في هذا الأمر هو ما يلقى على مسامع أبنائنا في مدارسهم من كتب التاريخ وما يقرأونه في تلك الكتب.

لماذا يُدرّس التاريخ في المدارس؟ وما هي أهميته بالنسبة لطالب العلم الصغير؟

ما أريد قوله وما أتمنّاه هو أن يعتق عقل طالب العلم الصغير من دراسة التاريخ وفق المنهج المدرسي، ليحصّل هو معرفة التاريخ في كبره وبمجهوده المعرفي والثقافي الخاص به ومن خلال كتب التاريخ المفتوح والمحايد وغير المبستر والذي لا تغلب عليه الانتقائية والحذف والشطب والبتر، مثلما يحدث في كتب التاريخ المدرسي والتي هي في أغلبها تأتي وكأنّها قصائد مديح وتزيين لوقائع ربما لا تكون جميلة ومبهجة.

ينجم عن ذلك أن متلقي التاريخ من خلال المنهج المدرسي يصاب بصدمة كبيرة حينما تتسع آفاق الحياة أمامه وفي كبره وتتيسر له سبل المعرفة الأعم والأشمل، ليفاجأ بأنّ كل ما قرأه في كتاب التاريخ المدرسي إما أنه مشوّه أو ناقص وربما كاذب تماما.

لا أرى أن التاريخ علم يعلّم في المدارس.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك