الصراعات الداخلية سبب تأخّر دولتنا!.. هكذا تعتقد دينا الطراح

زاوية الكتاب

كتب 495 مشاهدات 0


القبس

كلمة راس  /  في الدستور والإعلام والسياسة

دينا الطراح

 

«انتشار الصراعات الداخلية في أي دولة يؤدي الى انهيار منظومتها وتفتتها لعدم قيامها بالعمل على نشر القيم وحمايتها». (كيث هاريل)

وفقاً للمادة 6 من دستور الكويت، تكون السيادة فيه للأمة، ومع ذلك الصراعات الداخلية التي تنضح بها الأمة الكويتية هي السبب الرئيسي لتأخّر دولتنا عن مثيلاتها من دول الخليج، فبدلا من أن يتم تعويض شعبنا، الذي عانى وصمد وأسر واستشهد، ببناء وتعمير دولته المحررة وإعطائه خدمات أفضل من ذي قبل، يتم تغييبه بهذه الصراعات الداخلية!

ووفقاً للمادة السابقة - كذلك - نظام الحكم في الكويت ديموقراطي، ومع ذلك تتم احيانا مضايقة من يهتمون بالشأن العام وبالسياسة ومن يدرس السياسة أو يدرسها أو يكون عمله له صلة بالأمور السياسية، بحروب ذات أساليب خفية لا تنتهي أو تتخذ صبغة الشخصانية وتعطيل المصالح، ليفقدوا اهتماماتهم السياسية أو يهمشوا أو يفقدوا توازنهم، فيتم تصيّد الأخطاء عليهم وتشويهم أمام الرأي العام وتضيع مكانتهم، على الرغم من أن جامعة الكويت يوجد فيها قسم يدرس العلوم السياسية، وتخرج منه أجيال وبعثات للجامعات الدولية لدراسة العلوم السياسية!

فنحن في عصر لا يجب فيه احتكار السياسة على فئة أو نخبة محددة وإهمال بقية المجتمع، كي لا يُستغَلّ الناس بشكل يضر بالدولة بأكملها شعباً وحكومة، في ما بعدم وبسهولة. ووقفاً للمادة 29 من الدستور، فالناس سواسية، ويجب أن يتمتعوا بالكرامة الإنسانية، ولا تمييز بينهم، أجد أن ذلك الأمر تقريباً مفقود بالإعلام الكويتي! لأنه - برأيي - يوجد تمييزاً ضد المرأة في الإعلام بالكويت، وعلى عكس المرأة الطبيبة أو المهندسة، التي ما إن تتخرج حتى تتجه الى العمل في ميدان تخصصها بسلاسة ومن دون أي مشاكل تُذكر، نجد أن القائمين على الإعلام يصعّبون العمل الإعلامي على المرأة! فالظهور العلني، والحرية في الإعلان عن رأيها وتوجهاتها ومواقفها مما يحدث في دولتها، والعمل بانتاج البرامج.. إلخ، قد تهدّد كيانها وتدمّر مستقبلها وتقضي على طموحاتها، بل كيانها المعنوي وشخصيتها الإعلامية، فالإعلاميون كما السياسيين من الشخصيات العامة والتنويرية المؤثرة في مجتمعهم، وهم معرّضون - كذلك - للحروب الخفية والأقاويل والإشاعات التي قد تؤثر، ليس في أدائهم الاعلامي فحسب، بل في حياتهم الشخصية والعائلية أيضاً. والعيب كله أن يعاملوا بهذا الاستخفاف في دولتهم بعصر حروب الجيل الرابع وحروب الاعلام والحرية والديموقراطية، وإذا كان عمل المرأة الإعلامي متعلقاً بالسياسة من قريب أو بعيد - أعني الإعلام السياسي - يتم وضع العراقيل أمامها والعمل على تحطيمها، وهو الأمر الذي يتعارض مع المادتين 6 و29، ولا توجد فيه مساواة في الكرامة الإنسانية بين المرأة والرجل!

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك