انخفاض أسعار النفط فرصة لتعديل أولوياتنا!.. برأي وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 617 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  هل أصبحنا دولة فقيرة؟!

د. وائل الحساوي

 

جزى الله الشدائد كل خير، علمتني صديقي من عدوي، كم كنا بحاجة لتلك الهزة في اسعار النفط لكي ندرك حجم النعمة الني نتقلب بها منذ سنوات دون أن نشعر أو نحتاط لتلك السلعة المتقلبة التي سريعا ما تنفض عنّا وتدعنا نتحسر عليها !!

عندما هبطت اسعار النفط قبل سنوات عدة وحدث العجز في الميزانية، بادرنا إلى شد الاحزمة والدعوة إلى ترشيد الانفاق وخرجت لنا مبادرات كثيرة واناشيد وشعارات تدعو إلى ترشيد الانفاق، ثم ما لبثت أن تبخرت عندما بدأ سعر النفط بالارتفاع وبدأت الفوائض السنوية تتدفق على الكويت.

وقد مررنا بسنوات عجاف منذ عام 2006 وحتى اليوم عندما بدأ البذخ والتبذير في الاموال من دون حساب، وبدأت سياسة التنفيع للموالين، وزيادة الرواتب والمكافآت من دون دراسة، وشاهدنا المشاريع الفاشلة وسرقة المليارات.

وقد أصبح صوت دعاة العقل والحكمة مغمورا ما بين مجلس امة هدفه ارضاء الناخبين بالاموال والاعطيات وحكومة، لا هم لها إلا انقاذ نفسها من سخط النواب وغضب الشعب، حتى شاهدنا جميع المشاريع الحيوية تتعثر والبلد يتعطل، ومصالح الناس تتوقف، وشاهدنا كيف يتراجع القرار الحكومي بسبب صيحة نائب أو تدخل متنفذ !!

اليوم وقد شاهدنا كيف تراجع برميل النفط الكويتي 40 دولارا خلال ستة اشهر (27 في المئة) من قيمته، والتفتنا فلم نجد أياً من البدائل النفطية التي ادعينا بأننا كنا ضحية أكبر عملية غش تشهدها دولة عصرية، قد يكون ذلك الانخفاض في اسعار النفط موقتا، وقد تكون الاستثمارات والفوائض المالية كافية لسد العجز في الميزانية لسنوات مقبلة، ولكن يحق لنا أن نتساءل عن خططنا المستقبلية لمنع الكارثة المقبلة - ولابد - !!

إن تفكير الحكومة بزيادة اسعار الكهرباء والديزل ضمن نظام الشرائح هو خطوة لابد منها، وقد تم تقديم ذلك المقترح منذ ايام الاخ جاسم العون عندما كان وزيرا للكهرباء، ثم الدكتور عادل الصبيح والذي تحدى مستجوبيه واثبت لهم واقعية مقترحاته.

إن السطحيين الذين لا يفقهون شيئا في الاقتصاد لا يدركون بان تلك الخطوات الهدف منها ترشيد الانفاق وايقاف الهدر في استهلاك الكهرباء والماء !! لقد شاهدنا كيف كاد العجز في توليد الكهرباء يهدر الشبكة الكهربائية في الكويت سنوات عدة. إن نظام الشرائح - متى ماصيغ بطريقة مرنة - لا يمس محدودي الدخل بل يصل إلى اصحاب الدخول العالية الذين يستطيعون دفع تلك الزيادات بسهولة، كما أنه يصل إلى اصحاب المشاريع الاستثمارية والتجارية الذين لا يقدمون لدولتهم شيئا مقابل استمتاعهم بخدمات شبه مجانية.

اما تعرفة الديزل فهي موجهة ضد عصابات الجريمة المنظمة التي تسرق الديزل لتبيعه في الخارج، وقلة قليلة من المواطنين ستتأثر بزيادة الاسعار.

إن انخفاض اسعار النفط يمثل لنا فرصة سانحة لتصحيح الوضع الخاطئ ولتعديل اولوياتنا، فاذا اهملناها مرة اخرى، فلا نلومن إلا انفسنا !!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك