عبد العزيز الفضلي يكتب عن مخططات ضرب التيارات الإصلاحية

زاوية الكتاب

كتب 841 مشاهدات 0


الراي

رسالتي  /  تركيا وكشف تسلل التحالف

عبد العزيز صباح الفضلي

 

في لعبة كرة القدم هناك حركة يقوم بها خط الدفاع وهي التقدم السريع للأمام بحيث يجعل المهاجم خلفه قبل انتقال الكرة إليه من زميله الآخر، ويكون بذلك قد انكشف ما يجعله في وضع التسلل.

هذه الحركة تمارسها بعد الدول والأحزاب الذكية لكشف مخططات من يمكرون بها أو إيقاعها في المحظور.

استطاعت تركيا على سبيل المثال من خلال رفضها المشاركة في التحالف ضد مهاجمة «داعش»، إلا بشروط أن تكشف مخطط توريطها في حرب وكالة عن الآخرين في سورية.

فتركيا اشترطت أن يكون هناك حظر للطيران، وتحديد منطقة آمنة لللاجئين، وألا يقتصر الهجوم على «داعش» بل لا بد أن يطال النظام السوري المجرم الذي لم يتورع عن استخدام الأسلحة المحرمة في قتال الشعب ومنها السلاح الكيماوي.

تركيا كشفت المخطط عندما تم استنكار بعض دول التحالف من عدم سماح تركيا للمقاتلين الأكراد من عبور أراضيها لقتال «داعش» في منطقة عين العرب (كوباني) السورية.

وهذه الدول نفسها هي التي تبنّت من قبل استصدار قرار من مجلس الأمن يدعو إلى وقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية، فلماذا هذا التناقض إذا؟

الكل يدرك أن ضربات التحالف لم تقف عند قوات «داعش» وإنما تعدت لتصيب القوات والحركات السنية الإسلامية الأخرى المعادية للنظام السوري، بينما لم تمس الضربات قوات «حزب الله» وغيره من المليشيا المؤيدة للنظام، ما جعل الكثير يعتقدون بأن ضربات التحالف تساهم في إطالة بقاء النظام السوري وليس زواله.

حركة كشف التسلل قامت بها أحزاب أخرى في بعض البلاد العربية ومنها حركة النهضة في تونس، والتي فوتت الفرصة على البعض من أن ينفذوا ثورة مضادة تُفضي إلى الانقلاب على الشرعية كما وقع في بعض البلاد العربية الأخرى، لذلك تنازلت عن الحكم وعن بعض مطالبها، حفاظا على مكاسب كثيرة أخرى للثورة.

حزب التجمع اليمني للإصلاح قام بنفس العملية عندما تقدمت قوات الحوثيين لاحتلال صنعاء، فقد كان المخطط أن تتصادم قوات حزب التجمع للإصلاح مع الحوثيين في صراع دموي يهلك كلا الطرفين، إلا أن ذكاء وفطنة قادة حزب التجمع جعلتهم ينتبهون لما يمكر بهم من مؤامرة، فأصدروا التعليمات لأتباعهم بعدم المواجهة، وبأن حماية صنعاء تقع على الرئيس والحكومة والجيش وليس على رجال حزب التجمع فقط.

هذه الحركة أربكت من خططوا لاقتحام صنعاء وكل من شارك الحوثيين في المؤامرة، ما جعلهم في موقف لا يحسدون عليه، وتم تجنيب صنعاء قتالا لا يبقي ولا يذر.

في الكويت قاطعت أكثر الحركات السياسية انتخابات الصوت الواحد، وشاهد الناس أن التنمية لم تتقدم وأن كثيرا من المشاريع ما تزال معطلة وأن الفساد الإداري والمالي ما زال متفشيا في بعض الوزارات، ومن هنا تبين بأن ما كان يشاع من أن المعارضة هي السبب الرئيسي في تأخر البلاد لم يكن واقعيا.

السياسة هي فن الممكن، ولذلك ينبغي الانتباه لما يتم التخطيط له لضرب التيارات والحركات الإصلاحية، ولهذا في اعتقادي لا يسع هذه الحركات إلا أن تقوم بكشف التسلل لمن يمكرون بها، ولو أدى ذلك لخسارة وقتية لبعض مكتساباتها.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك