عن سلوكيات الاستهتار والحزم الغائب في الكويت!.. يكتب محمد المقاطع

زاوية الكتاب

كتب 625 مشاهدات 0


القبس

الديوانية  /  سلوكيات الاستهتار والحزم الغائب

أ.د محمد عبد المحسن المقاطع

 

تنتشر في المجتمع بين بعض الشباب ظواهر فيها انحدار واضح بمستوى السلوك وأخلاقيات عدم الاحترام والاستخفاف بالقيم والأنظمة والتطاول السيئ على الآخرين، وكون هذه السلوكيات تنتشر بين الشباب والبنات على حد سواء، فإن ناقوس الخطر لابد أن يقرع، وتبدأ حركة معالجة فورية وجادة وعملية، فلا يقبل أن تكون الحكومة بسبات عميق إزاء هذه الظواهر.

وسوف اذكر نماذج لهذه الظواهر السلوكية المشينة، ثم اذكر بعض الأسباب أملا في أن يلتفت الجميع بداية من الحكومة، مرورا بالبيوت والأهالي ووصولا إلى المؤسسات التربوية والتعليمية لذلك.

فظاهرة المشاجرات والتشابك اليدوي وباستخدام آلات حادة كالسكاكين وأحيانا أسلحة نارية مختلفة، أصبحت حالة في الأسواق، وفي المتنزهات، ولم تخل منها الطرقات والشوارع العامة، فمن أين أتت ولماذا لم يتم التصدي لها بصورة جادة؟ وظاهرة تعاطي الهرمونات والمنشطات لدى فئات شبابية عديدة حتى أصبحت أجسادهم مثل مصارعي حلبات المحترفين ورجال كمال الأجسام، ممن يأخذون أبرا ومنشطات محرمة، وهناك ربط واضح بين الأندية الصحية وبعض المدربين وانتشار الهرمونات والمنشطات التي بعضها يشكل جرائم في القانون ومن المحرمات الدولية، ولا رقابة من وزارة الصحة ولا «الداخلية» ولا البلدية ولا «الشؤون» عليها، مما ولد انفلاتا وظاهرة تتنامى بسرعة. كما أن هناك ظاهرة سلوك الفوضى وعدم الانصياع للاحترام وللذوق العام لا في قيادة السيارات أو الاستهتار في السباق بها والمرور بين السيارات، وكذلك قلة الاحترام بالتعامل مع الآخرين، ومنها عدم احترام الاصطفاف والدور، مما ولد احتكاكات عديدة مصحوبة بفوضى بين الشباب الذين يعتقد البعض أنهم فوق القانون، خصوصا أنك تسمع ما يشعرك بعدم اكتراثهم مما قد تتخذ في مواجهتهم من إجراءات، معولين على أن الواسطة ستمنع عقابهم أو حبسهم أو بضرب أيديهم بصورة جادة. كذلك ظاهرة اللباس المستهتر بالقيم والأخلاق من الجنسين، والذي ولد حالات تسكع فريدة من نوعها في المقاهي والمطاعم والأسواق ترتب عليها معاكسات وتصرفات غير أخلاقية تصدر عن كلا الطرفين، وانتشار سلوكيات مصاحبة أدى آخرها إلى المشاجرة الكبيرة التي وقعت في متنزه الخيران.

أما أسباب ذلك فهي عديدة نوجز منها غياب الحزم في تطبيق القانون، وخصوصا من رجال الشرطة الذين، بكل أسف، بعضهم يكون طرفا في هذه الظواهر او متسترا عليها، ولا أدل على ذلك مما حدث ليلة يوم السبت في مطار الكويت الدولي من تشابك بين رجال الأمن أنفسهم بسبب تجاوز المنطقة الجمركية، فنوجه طلبا عاجلا لوزير الداخلية بضرورة الحزم وأخذ الإجراءات، كما في دبي، عدم وجود ضوابط وقيود في المجمعات والأسواق لا على اللبس، ولا على أوقات التواجد والذي يتأخر بعضه حتى ساعات من الليل، مما شجع هذه السلوكيات، وكذلك استمرار المطاعم والأندية الصحية، بل حتى السينما الى الساعة الرابعة فجرا، مما شجع ايضا على ظاهرة التسكع، وساعد على انتشار هذه السلوكيات.

..اللهم اني بلغت.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك