يكتب ناصر المطيري عن موجة العنف الشبابي وطرق علاجها
زاوية الكتابكتب أكتوبر 13, 2014, 12:50 ص 722 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / العنف الشبابي
ناصر المطيري
سلوك العنف من الظواهر التي رافقت الإنسان منذ وجوده على هذه الأرض وتشكيل النواة الأولى للمجتمع البشري، فكان لهذه الظاهرة التي هي عبارة عن تحدٍ دائم لوجود الإنسان وهيكلية بناء حياته البدائية والاحتقان السياسي والتيارات السياسية المتطرفة وانسداد أفق الحوار ومسارات التغيير دور في العديد من ظواهر العنف الذي تحول بالفعل من ممارسة فردية إلى ظاهرة اجتماعية خطرة وأن مواجهتها تحتاج إلى جهود هائلة من جانب الدولة والمجتمع.
فما هي الدوافع وراء هذه الظاهرة؟ وهل هناك ثمة علاجات يمكنها التدخل لاستئصال هذا السلوك الانحرافي الذي بدأ يتفشى في كل المجتمعات ويكاد يشكل ظاهرة سلبية في المجتمع الكويتي بشكل خاص؟
أي مشكلة أو ظاهرة اجتماعية سلبية تحتاج لمعالجتها البدء بتشخيصها وتأصيلها بمعرفة أسبابها ودوافعها ومن يقف وراءها وذلك حتى يتسنى علاجها جذريا وليس وقتيا ويجب عدم التعامل مع المشكلة بأسلوب ردود الأفعال غير المحسوبة لأن النتائج سوف تكون عكسية.
ولو حاولنا سبر أغوار موجة العنف الشبابي في مجتمعنا فإننا نتلمس ان الأسباب الكامنة وراءها تتركز في بعض العوامل منها فرط النشاط لدى الشباب الذي يقابله قلة في الانتاجية أو تنفيس تلك الطاقة الشبابية المفرطة المعطلة عن العمل الحقيقي لذلك تجد ظاهرة الشباب «المعضل» تنتشر في المجمعات والأسواق وهم يستعرضون بأجسامهم بطريقة تستفز الآخر.
يضاف إلى ذلك أن العديد من الشخصيات الشبابية التي تجوب المجمعات التجارية والمرافق السياحية في الكويت تتسم بأنها شخصيات اندفاعية وتتصف بعدم التحكم بالسلوك وربما تكون أسباب ذلك تعود إلى خلل أسري يعاني منه الشاب مع ضعف المستوى التربوي والتعليمي.
ولا ننسى أن غياب القدوة الحسنة خلّف لنا شبابا انقطعت صلته بالماضى الجميل وهذا احد أهم الأسباب لانتشار ظاهرة العنف.علاوة على ان الإحباط والمشاعر السلبية التي يشعر بها الإنسان تولد لديه إحساسا بالغضب، ولو لم يمتص الإنسان هذا الغضب لتحول إلى عدوان، ومن الممكن أن يتحول هذا العدوان من خلال الاعتراض باللفظ أو القول، وإذا اجتزنا هذه الحالة يتحول العدوان عند الإنسان إلى العنف، ومن العنف يصل إلى الانتقام وهي منظومة نفسية اجتماعية.
وإذا أردنا أن نتحدث عن العلاجات وسبل الوقاية فهي تنطلق من ثلاثة محاور، أولها تتحمله الأسرة والتنشئة الأولى للأبناء بزرع قيم الحب والتسامح والغرس الديني السليم، والمحور الثاني يتحمله الإعلام ومايقدمه من رسائل تنمي الحس المجتمعي المتآلف بين أفراد المجتمع، إعلام يجمع ولايفرق إعلام ينبذ مشاعر وسلوكيات الكراهية في المجتمع، شبابنا يحتاج إلى رسالة اعلامية هادفة ترتفع فوق الصراعات السياسية التي تقسم المجتمع إلى فئات وطوائف وذلك حتى يمارس شبابنا حياته بوئام ودون مشاعر سلبية ضد هذا المختلف عنه مذهبيا أو ذاك المتباين عنه فئويا أو ثقافيا.
محور العلاج الثالث للعنف الشبابي يجب أن يكون محورا أمنيا يبسط سيادة القانون ويحقق الردع لكل من يتجاوز على الناس وحرياتهم ويضع حدا لكل عنف لفظي أو مادي.
تعليقات