من يوقف ظاهرة غياب الطلبة؟!.. سلوى الجسار تتساءل
زاوية الكتابكتب أكتوبر 11, 2014, 1:03 ص 1102 مشاهدات 0
الوطن
رؤيتي / غياب الطلبة هدر للمال العام
د. سلوى الجسار
من يوقف ظاهرة غياب الطلبة؟ يمثل الغياب في مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي ظاهرة بسبب كثرة تكرارها وخاصة قبل وبعد العطل الرسمية. تركيزنا على هذه الظاهرة بسبب تأثيرها المباشر وغير المباشر على الجانب العلمي والمادي والاجتماعي والسلوكي. علما بأن وزارة التربية وادارة الجامعة لم تستطيعا وقف الغياب والنزف المالي الذي يكلف الدولة ملايين الدنانير عند الغياب لعدة أيام. فإذا كان متوسط تكلفة الطالب في التعليم 4500 دينار وعدد الطلبة تقريبا (450000) أربعمائة وخمسون ألف طالب وعدد أيام الدراسة الفعلية 156 يوما فإن تكلفة غياب يوم واحد للطالب تقريباً (30 دينارا) أي ان تكلفة غياب الطلبة ليوم واحد فقط (1300000 دينار) تقريبا دون حساب تكلفة غياب طلبة الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي، ناهيك عن تكلفة المعلمين وأعضاء هيئة التدريس. فما بالك اذا تغيب الطلاب بمعدل عشرة أيام في السنة بدون عذر. انني أحمّل وزارة التربية والادارة الجامعية وادارة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي المسؤولية حيث ان هذه الجهات لم تأخذ غياب الأبناء بمحمل الجد واعادة النظر بلوائح الغياب والنظام والجزاءات والعمل على تفعيلها، بل ان اللوائح والنظام المتبع يساعد بل يدفع الطالب الى الغياب ولا يحاسب عليه، بل الأدهى والأمر ان الاختبارات لا تعطى قبل العطل الرسمية بسبب توقع الوزارة غياب الطلبة، أليس هذا تشجيعا صريحا لتغيب الطلبة دون محاسبة؟ اننا لم نسمع أو نشاهد ظهور احد قياديي وزارة التربية يتكلم عن ظاهرة الغياب واجراءات الوزارة الصارمة للحد من هذه الظاهرة، ولكن بالمقابل يرسل المسؤولون بالوزارة كتبا لادارات المدارس كالعادة تشدد على عدم غياب الطلبة دون لائحة جزاءات كخصم درجات أو اجراء اختبارات في يوم الغياب وغيرها. فهي رسائل روتينية موجودة بالادراج ترسل لادارات المدارس بأسلوب روتيني متبع كل عام مع تغيير التاريخ فقط. اننا نلاحظ مشاركة كثير من الأسر بتشجيع أبنائها على الغياب قبل الاجازات الرسمية بداعي السفر أو الخروج للبر أو البحر. يكلمني العديد من أولياء أمور الطلبة بأن بعض المعلمين في مدارس أبنائهم يبلغون الطلبة بعدم الحضور لأنهم سوف لا يدرسون مواضيع جديدة ولا يعطون اختبارات في الأيام قبل العطل الرسمية. أين الرقابة والمحاسبة من قبل الادارات التعليمية؟ ناهيك عن كثرة الاجازات المرضية التي لا تظهر الا خلال هذه الأوقات. التخوف ان يعمم هذا المظهر السلوكي في الغياب على جميع الطلبة وتتوقف الدراسة قبل العطل الرسمية وبعدها بيوم أو يومين، قس على ذلك الاجازات التي تعطى للطلبة قبل اختبارات نهاية العام، علما بأن دولة الكويت من اقل دول العالم مقارنة بعدد أيام الدراسة التي لا تتعدى 156 يوما في السنة وكأن العلم والدراسة ليسا ذوي أهمية بل يعتبران ثانويين والاهم هو الحصول على الشهادة دون معرفة وعلم وهذا متوقع قريبا من خلال رصدي للمتغيرات المجتمعية المختلفة وتقاعس المسؤولين وتدني النظرة الى التعليم. انه ويؤسفني واقع المجتمع السلبي وبعض الأسر على الأخص اتجاهاتهم نحو أهمية التعليم، وأين مقولة بناء الأمة بشبابها، وأين توجيه طاقات الشباب وتقديم تعليم جيد في بيئة تربوية صحية جاذبة؟ كما يؤسفني هدر الأموال الطائلة على الأيام التي يتغيب بها اغلب الطلبة دون اكتراث من المسؤولين ودون التفكير في اجراء دراسات لمعرفة الأسباب وراء ظاهرة غياب الطلبة واقتراح سبل العلاج. نحن هنا في الكويت نتسابق على الغياب والبحث عن الاجازات وفي اليابان يعالجون من ظاهرة الادمان على العمل. انني أعلم بأن موضوع المقالة لا يعجب بعض الطلبة وأسرهم وبعض المسؤولين ولكن من منطلق مسؤوليتي كأستاذة جامعية وما يمليه عليّ الحس والواجب الوطني يستوجب وضع هذا الموضوع قيد البحث والدراسة ولعل ما وجدته في نسبة غياب الطلبة في كلية التربية يوم الخميس قبل اجازة عيد الأضحى والذي وصل الى %90 أليس هذا واقعا خطيرا يجب مواجهته وخاصة في كلية مسؤولة عن اعداد المعلمين الذين سوف تقع عليهم مسؤولية تربية وتعليم أجيال المستقبل. والسؤال أين نحن من مقولة «بالعلم نبني الأمم» هل سنراها في الكويت أتمنى ذلك في يوم من الأيام... ولكن متى؟.
تعليقات