ليس غريباً على العرب أن تجد 'داعش' من يؤيدها !.. برأي صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 11, 2014, 12:59 ص 704 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / وما ذلك على العرب بغريب
صالح الشايجي
يُفتتن بعض الناس بالسفاحين والقتلة والمدمرين وغلاظ النفوس أو الأشرار بمعنى أعمّ وأشمل.
وهي لا شك عقدة نفسية لدى أولئك المفتونين تقرب إليهم القاتل والمدمر والمجرم وتجعلهم أسرى أفعاله الدموية وتطغى عليهم قوة شخصيته وصلابته إزاء الدم ورؤية ضحاياه أكوام لحم ممزقة أشلاء متناثرة.
المصابون بهذه العقدة، عقدة الافتتان بالمجرم والقاتل، هم بالتأكيد لا يريدون أن يطبق هذا المجرم أفعاله عليهم، وإعجابهم وافتتانهم به لا يعني أنهم يتمنون أن يكونوا ضحاياه أو أنهم يماثلونه بتلك القوة النفسية المدمرة، بل إن العكس هو الصحيح.
الخوف والضعف لدى هؤلاء هما اللذان يولدان عندهم عقدة الافتتان بالقوي من وجهات نظرهم هم، أيا ما كانت درجة إجرام هذا «القوي» وفظاعة جرائمه.
ومع الأسف فإن هذه العقدة تكاد تصبح عقدة أو عادة عربية شاملة، ولها على الأرض دلائل ووقائع.
العرب في الحرب العالمية الثانية وقفوا مع هتلر رغم فظائعه وملايين الأرواح التي أزهقها أو تسبب في إزهاقها، تحت ذريعة «عدو عدوي صديقي» فمادام يحارب «عدوي» الإنجليزي فأنا معه، بغض النظر عمن يموت من ملايين الأبرياء من غير الانجليز. إضافة الى محرقة اليهود على يدي هتلر التي أفرحت العرب لأن ضحاياها يهود! سواء صدقت رواية المحرقة هذه أم كذبت.
ويستمر مسلسل الافتتان العربي بـ«القوي» لينتقل الى جمال عبدالناصر والذي لا أقول إنه فعل أفعال هتلر ولكن سار على درب البطش بدرجة ما، انقلب على ملك البلاد ثم على صاحبه وتوالى مسلسل الانقلابات على رفاق الأمس، حتى خلا له الميدان.
ومن عبدالناصر الى عبدالكريم قاسم وفرحة العرب بالمجزرة الرهيبة التي راح ضحيتها بعض أفراد الأسرة العراقية المالكة بمن فيهم نساء مسنات حاملات المصاحف يرجين رحمة الله فضلا عن تقطيع أجساد بعض رموز الحكم الملكي والدوران بها في شوارع بغداد، فهنا رأس وهناك يد وثمة رجل تتقاذفها الأيدي وتركلها الأقدام!
واستمر مسلسل الطغيان العربي ومعه مسلسل الافتتان به، فالحاكم العاقل الذي يبني بلاده بهدوء ويقيم فيها العدل، لا تصفق له كف عربية خرساء واحدة، ولكن الأكف العربية كلها تصفق للجبار المدمر القاتل.
لذلك يجد «الدواعش» اليوم من يؤيدهم ويرفع رايتهم، وما ذلك على العرب بغريب!
تعليقات