من يتصدى لانخفاض أسعار النفط؟!.. سؤال يطرحه ويجيب عنه شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 858 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  من يتصدى لداعش النفطي

د. شملان يوسف العيسى

 

في الوقت الذي تركز فيه الحكومة كل جهودها لمحاربة داعش الارهاب من خلال التعاون مع الدول الخليجية ودول التحالف الدولي لا احد يلتفت الى ما هو أخطر من ارهاب «الدولة الاسلامية» داعش الا وهو انخفاض اسعار النفط الى معدلات خطيرة، فقد انخفضت الاسعار المعلنة للنفط من 107 دولارات الى 92 دولار للبرميل وكل التوقعات الاقتصادية تشير الى احتمال انخفاضه الى 70 دولاراً.. هذا الانخفاض ادى الى «حرب اسعار» بين دول منظمة أوبك نتيجة للتنافس على عقود التصدير الى المشتركين الاسيويين الكبار لا سيما الصين.
ويعود سبب انهيار أسعار النفط الى انخفاض تكلفة انتاج النفط الصخري نظراً لتطور التكنولوجيا مما جعل الولايات المتحدة الدولة الأولى المصدرة للنفط في العالم قريباً، واكتشاف النفط الصخري بكميات كبيرة في عدة دول في العالم بما فيها روسيا الاتحادية.
وفي كل دول العالم المتحضر يتم الاستعداد لمواجهة الكوارث الاقتصادية الى اتخاذ سياسات جديدة عمادها التقشف واعادة النظر في كل السياسات القديمة لتفادي الكوارث الاقتصادية القادمة.
ما هي السياسات التي سوف تتخذها الحكومة بعد تدهور اسعار النفط لتفادي أزمة اقتصاديات الدولة؟ المصيبة ان الدول النفطية الخليجية لجأت الى الاسلوب الاسهل في مواجهة الكارثة القادمة باللجوء الى زيادة الانتاج من النفط لتعويض انخفاض الاسعار بدلاً من اتخاذ سياسات مؤلمة بترشيد الانفاق وتقليل التكاليف.. كل البيوت الاستشارية العالمية في مجال الاقتصاد وعلى رأسها صندوق النقد الدولي طالبوا الكويت في الاسبوع الماضي بضرورة تخفيض الانفاق وذلك بالغاء كل سياسات الدعم الحكومية وضرورة تجميد الرواتب والاجور ورفع الدعم عن الكهرباء والماء ومشتقات النفط واعتماد نظام الشرائح في استهلاك الكهرباء والماء.. هذه السياسات الصعبة مطلوبة اليوم قبل الغد لتفادي الازمات القادمة.
ماذا يتطلب لنجاح هذه السياسات التقشفية؟ يتطلب وقوف الجميع مع الحكومة وأولهم اعضاء مجلس الأمة ويكون ذلك بوقف كل مشاريع النواب المكلفة التي تحاول دغدغة مشاعر الناخبين على حساب اقتصاديات البلد، كل هذه السياسات ستتردد الحكومة في تنفيذها لانها لم تتعود على سياسة الحسم والشدة مع النواب والمواطنين في معالجة الأمور الاقتصادية (نحن متأكدون بأن العقلاء في السلطة والحكومة سيتخذون سياسات جديدة لانقاذ البلد من مداهمة خطر داعش النفطي..).

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك