رائحة نتنة... لدهاة وعباقرة .. بقلم دلال الردعان

زاوية الكتاب

كتب 2048 مشاهدات 0


تفوح هذه الأيام في الكويت رائحة كريهة ومزعجة لم يعهدها شعب الكويت وهم أحرار وليسوا بمجبرين على تحملها والتعايش معها.... انها رائحة الطائفية النتنة التي خرج علينا البعض بها بل تعدى الأمر بهم لاحترافها واتخاذها مهنة لمن لا مهنة له منهم.

إن الأدهى من ذلك أن نشتم هذه الرائحة في الطرح الطائفي في تصريحات بعض النواب من مجلس الامة بدلاً من الطرح الأمين لمشكلات وهموم العامة الذين انتخبوهم وعهدوا إليهم بأمانة الصوت متأملين بهم الخير الكثير الذي ينصب في مصلحة المواطن بل الغريب بالأمر هو أن يعمد أحدهم إلى الجهر بولائه لإحدى الدول المعادية لدول الخليج بلا حسيب ولا رقيب.

هل هي الحصانة الممنوحة لهم يتحصنون بها كلما أرادوا أن يبثوا سموم الفتنة والطائفية ضاربين بردة فعل هذا الشعب الكريم ومصلحته ونفسيته عرض الحائط؟ أم هو صمت الحكومة المحير والمزعج للشعب حيال هذه النعرات الطائفية المثارة؟ كيف لحكومة ديمقراطية حرة محبة لأمن أرضها وسيادة خليجها الواحد أن تلتزم الصمت بلا استنكار ولا إنكار؟ ألا يعتبر هذا جرم وإثارة للفتنة وتحريض على تمزيق الوحدة الوطنية؟ أوليس هو نفس الجرم الذي جرد بسببه بعض الأفراد وعائلاتهم لمجرد إبداء الآراء نحو الإصلاح وأضحوا بليلة وضحاها غير كويتيين ومنحت جناسيهم لضاربين الدف والفنانين وغيرهم تحت ذريعة الأعمال الجليلة؟ أوليس ما يقوم به هؤلاء فتنة تعزز أمن الدولة وسيادتها بل وسيادة الدول المحيطة بها ومن أهمها دول الخليج الشقيقة؟ انها طائفية وخطة مدروسة وفي الحقيقة ليست عملاً عشوائياً وله منفذوه من جهلة وحاقدون بل دهاة عباقرة وبارعون في اختيار الوقت المناسب لتحريض الناس على الاقتتال بسبب المذهب هم مجموعة من ضعاف النفوس والعقول يحاولون تسجيل بطولات وهمية على حساب أمننا واستقرارنا بأن يقتاتوا من قاذورات الطائفية بتصريحاتهم الاستفزازية وهم من يتحدثون عن الوحدة الوطنية في مكان ويتلونون بالباطل عند الحديث عنها في مكان آخر إننا نبدي استغرابنا وبشدة أمام الصمت النيابي لباقي الأعضاء تحت قمة البرلمان والتصفيق الحار والاتفاق عندما تدار أسطوانة الطائفية المشروخة هذا الاتفاق الذي لا نراه في الحقيقة عند طرح قضايا مهمة تخص المواطن الذي أهلكه طغيان الأمور السياسية على قضاياه المصيرية  وتعطيل مصالحه بهذه الخلافات.

بل وصل الأمر لمطالبة بعضهم بإغلاق كلية الشريعة في جامعة الكويت هذا الصرح العلمي الذي يطرح أحد فروع العلوم الإنسانية؟ يا ترى هل أزعجتهم وسطيته ومسالمته؟ ماهي المبررات بهذه المطالبة؟ نريد ان نعرفها ونتعرف عليها لعلنا جاهلون بها ونحن لا نعلم! لعل ما يثير تساؤل المواطن البسيط هنا هو هل ترعى الحكومة هذه النعرات الطائفية والنابحين بها؟ هل تتعمد  الحكومة تغذيتها؟ ام هي سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الحكومة لتحابي من تحابي وتسعى لإرضائهم عن طريق هذه السياسة الغير مقبولة والمرفوضة تماماً بل ستودي بالبلاد الى منعطف من عدم الاستقرار الذي حذرنا كثيراً منه .... في الحقيقة.. والمنطق.. وفي عرف الانسانية.. وفي قوانين الأمن الوطني... هذا التهييج للطائفية بين أفراد الشعب الكويتي مرفوض وحتى ضد الشعب الخليجي الواحد الذي لم يفرقه المذهب وتعايش أفراده على مر الزمن سنة وشيعة ... لقد ضقنا ذرعاً بهذه التصرفات والتصريحات الجريئة واللامسئولة والتي تثار من قبلهم بكل ثقة بأنهم لم ولن يعاقبوا...عاقبوهم على جرمهم.....لا نريد للكويت أن تتدمر كباقي الدول التي مزقتها الطائفية وأحرقتها وعاث بها الفساد والقتال واصبح الشغل الشاغل لمواطنيها البحث عن الأمان... اللهم احفظ الكويت وأميرها وشعبها من شر الفتنة ورائحة الطائفية النتنة.


د. دلال عبد الهادي الردعان
عضو هيئة تدريس في كلية التربية واستشارية نفسية
عضو محترف في الجمعية الأمريكية للإرشاد النفسي

الآن - رأي: دلال الردعان

تعليقات

اكتب تعليقك