عن التخطيط الاقتصادي المفقود!.. يكتب ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 921 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  التخطيط الاقتصادي المفقود

ناصر المطيري

 

نشأ في العصر الحديث ما نطلق عليه «الاقتصاد العالمي»، وهو عبارة عن ترابط وتبادل في المصالح الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية بين الشعوب المختلفة واعتماد بعضها على الآخر إلى درجة كبيرة. والاقتصاد العالمي أصبح يعتمد في نموه وازدهاره على عامل جديد، اسمه «الطاقة»، ومع ذلك، وعلى الرغم من ارتفاع مستوى الوعي بين أفراد المجتمعات المختلفة، فقد استمروا في ممارسة هواية الحروب والمشاحنات واستغلال الغني لمقدرات الفقير. ونسوا أو تناسوا أن محرك اقتصادهم، وهي الطاقة، التي معظم مصادرها اليوم من المواد الأحفورية الناضبة، قد لا تستمر في تلبية حاجاتهم إلى الأبد. وهي مهددة في أي وقت بالنضوب التدريجي دون تعويض إلا من مصادر أخرى جديدة ومتجددة غفلوا عنها ولم يلتفتوا إليها بعد لأنهم لاهون عنها باستنزاف موارد الطاقة النفطية المتيسرة والرخيصة. عالمنا مع شديد الأسف، رغم التقدم الحضاري المذهل، إلا أنه لا يزال يتعايش مع بعضه بعيدا عن إدراك ما يخبئه له المستقبل. فلا نرى مخططات ولا توجهات نحو خلق اقتصاد جديد لا يعتمد فقط على المصادر النفطية الفانية.
إننا نعيش في عالم تسوده المصالح الخاصة والقوى السياسية المتنافرة. وكل يحاول أن يعيش ليومه، غير عابئين بما يخبئه لهم القدر من الأمور التي ربما تقودهم إلى أنفاق مظلِمة، نتيجة لسوء التخطيط وعدم تقدير خطورة احتمال نقص الموارد الطاقوية. ولو أن الدول الصناعية والرئيسة في استهلاك الطاقة تبنت مبكرا برامج واسعة لإنشاء مرافق توليد الطاقة المتجددة المستدامة، لكانت اليوم في وضع أكثر أمانا وضمانا لمستقبل البشرية. ولا يزال، وسيظل، المجال مفتوحا للاستثمار في الطاقة الشمسية المهدَرَة. وفي اعتقادنا أن الطاقة الشمسية، على بساطتها وسهولة إنشاء وتشغيل مرافقها، ستكون في خلال عقود قليلة مصدرا أساسيّا لتوليد الطاقة الكهربائية في العالم وتنمو نموّا سريعا، يفوق بكثير ما تتنبأ به الوكالات والمؤسسات الدولية المتخصصة. وخصوصا أن تكاليفها التصنيعية لا تزال في انخفاض مستمر منذ بدء الاهتمام بها قبل 30 عاما. وهذا عكس اتجاه جميع مصادر الطاقة الأخرى، قديمها وجديدها. وهذه نعمة من رب العالمين.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك