أمامنا طريق طويل جدا لتصحيح مسار البلد التنموي!.. هكذا يعتقد وليد الغانم
زاوية الكتابكتب سبتمبر 27, 2014, 12:31 ص 1031 مشاهدات 0
القبس
الهند وصلت للمريخ.. ونحن أضفنا الكورن فليكس إلى التموين
وليد عبد الله الغانم
«دخلت مركبة فضاء هندية المدار حول كوكب المريخ في ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء 24 سبتمبر الجاري، لتصبح الهند الدولة الآسيوية الأولى، التي تلتحق بنادي مستكشفي الكوكب الأحمر، بعد أميركا وأوروبا وروسيا»، وصادف نفس يوم الاربعاء هذا إعلان مسؤولين حكوميين كويتيين عن دراسة عميقة تم إعدادها للنظر في إضافة صنف جديد لبطاقة التموين، وهو حبوب الكورن فليكس، وأن الموضوع بلغ مراحله النهائية.
لا نحتاج في الكويت الى إقامة مؤتمرات، ولا إجراء بحوث، ولا الاستعانة بمؤسسات عالمية وعلمية لتقييم مستوى اداء المؤسسات ومعرفة مسارها التنموي، ومدى قدرة الاجهزة التنفيذية على تحقيق متطلبات الحد الأدنى لاستمرار الدولة في الوفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع، الصورة الواضحة أن هناك سوء ادارة وتعثرا في الاداء، وترديا في المؤشرات العامة للمعيشة التنموية، وتحفل أغلب مؤسساتنا الكبيرة بالكثير جداً من الكلام وتفتقر إلى الطيب من العمل والإنجاز سوى بعض الجهود المبعثرة الصادرة من اجتهادات فردية يقوم بها المخلصون الذين لا يزال لديهم دافع ديني وأخلاقي ووطني ليخدموا بلدهم ويحللوا معاشهم.
وصول الهند للمريخ أكبر من كونه نجاحاً علمياً، ودراسة ضم الكورن الفليكس او البخصم والدرابيل للتموين الكويتي أكبر من كونه اهتماما بالإعاشة، وتستطيع عزيزي القارئ بالقليل من التفكر أن تصل إلى أبعاد الفرق بين هذه النوعية من القرارات وتتساءل كيف تحرص دولة مثل الهند (عدد مواطنيها مليار نسمة) على العلوم والتكنولوجيا، وكيف تحرص دولة مثل الكويت «عدد مواطنيها مليون نفر» على الأكل!
بناء الإنسان مهمة عسيرة وشاقة، لكنها ليست مستحيلة، وإقامة المجتمعات الناجحة عملية أقسى وأصعب، لكنها ممكنة، والتنمية البشرية الحقيقية صراع معقّد لا يقدر عليه إلا القلة من الحكومات حول العالم، ويجب أن نحمدالله سبحانه ثم أن نعترف ونشكر للحكومات الكويتية الأولى الفذة التي خاضت بنجاح واخلاص تأسيس الدولة الحديثة في الخمسينات والستينات والسعي الجاد لتوفير مقوماتها التي لا يزال الكويتيون يعيشون على المتبقي منها ..
أمامنا طريق طويل جدا لتصحيح مسار البلد التنموي، بدايته دقة اختيار الوزراء، والتطبيق الصحيح والعادل للقانون، وإعادة رسم سياسات الدولة والاستثمار الناجح في مقدراتها المليارية بخطط تنموية مفيدة للعنصر البشري وإعادة بناء الفكر التعليمي والمهني للأجيال، وهي أمور سهلة جداً على الحكومات التي تصل إلى لمريخ.
ويا حكومتنا الموقرة «الهند هندك لي قل ما عندك» والله الموفق.
تعليقات