عن 'زهيوية داعش'!.. يكتب سامي الخرافي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 27, 2014, 12:34 ص 857 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / الزهيوي
سامي الخرافي
لست ممن يميل للكتابة في الشأن السياسي لأن دهاليزه متعبة ومتشعبة ولكن ما جذبني للكتابة هو ما شاهدته أثناء جلوسي في حديقة منزلي، إذ رأيت طيرا من الطيور المهاجرة ينفض بسرعة البرق على «الزهيوي» وهو الاسم المعروف باسم الصرصور فطرأت لي فكرة كتابة مقال سياسي.
>>>
يفتخر الكثير من الشعوب بتاريخهم وتراثهم الذي حافظوا عليه لأنه جزء أساسي من عاداتهم وتقاليدهم فأصبح جزءا لا يتجزأ من حياتها، ومن تلك الشعوب الشعب الكويتي حيث تمسك بجميع العادات والتقاليد والتي ارتبطت معه منذ زمن طويل ولله الحمد، ومن تلك العادات مناسبة سعيدة ومسلية وهي صيد الطيور من قبل الشباب وتتم في موسم معين أثناء هجرتها، وتعتبر الكويت محطة ترانزيت مهمة لها فيتم الاستعداد لتلك المناسبة بتجهيز الوسائل البدائية لصيد الطيور وتسمى تلك المناسبة باللهجة المحلية بـ«الحبال» بفتح الحاء والباء وكانت منتشرة بكثرة في تلك الفترة، وكل ما تحتاجه هو وسيلة صيد بسيطة وبدائية الصنع تسمى «فخ أم شبك» أو «فخ عترة» ولا تكتمل المهمة إلا بتوافر الطعم لتتم عملية الصيد من خلال «دودة» وتسمى باللهجة المحلية «قبي» وتكون موجودة دائما تحت جدران المنازل القديمة من خلال الحفر لتجدها «أو حشرة معروفة تسمى باللهجة المحلية» الزهيوي كنوع من الإغراءات لصيد الطيور، وعملية القبض على الزهيوي تتم من خلال إدخال يدك داخل «البالوعة» أعزكم الله الموجودة في حوش المنزل من خلال فتحها والقبض عليه متلبسا ووضعه في زجاجة فارغة وهكذا، ومع مرور الوقت والخبرة والممارسة اخترع الشباب الكويتي فكرة جهنمية وهي بوضع «تمرة» في أعلى البالوعة من أجل تجمع أكبر قدر ممكن من الزهيوية حول التمرة وعندها يتم الانقضاض عليهم متلبسين دفعة واحدة من أجل توفير الوقت والجهد وهي فكرة تهدف إلى صيدهم بأسلوب سهل وسريع.
ما تناولته من صيد للطيور... الخ هو نفس الأسلوب الذي اتبعته أجهزة استخبارات أجنبية معروفة في الشرق الأوسط من خلال دعم جماعة جديدة ظهرت فجأة وبدون مقدمات وليس لها تواجد في المنطقة او جذور وتم زرعها في منطقة صحراوية في غرب العراق وشرق سورية تسمى داعش وهم «الزهيوية» وتم دعمها بكل الوسائل المالية والإعلامية لدرجة انك تفتح حنفية المنزل لتظهر لك كلمة «داعش» وتم دعمها «بالتمرة» بنشر أفكارها في المنطقة وجذبت الآلاف من الشباب بحجة «الدين» والدين براء منهم وقامت تلك الجهات بتسهيل سفرهم للوصول لتلك الجماعة من خلال دولة معروفة، وخلال فترة بسيطة أصبح لها مقاتلون من كل حدب وصوب سواء من دول عربية أو أجنبية فقد خرجوا من «جحورهم» كونهم خلايا نائمة وفي سبات عميق ولا يمكن معرفتهم وليس لهم أي نشاط مشبوه داخل دولهم ولم يكونوا مدانين أيضا فقد خرجوا بمباركة تلك الجهات إلى مكان تجمعهم وهو «البالوعة» وها نحن نرى اليوم قيام الدول الغربية مع حلفائها بـ«اصطياد» هذه الجماعة وتدميرها في منطقة صحراوية بعدما تمت مراقبة تحركاتها لمدة طويلة، ونجح الصياد بصيد أكبر عدد ممكن منهم كانوا منتشرين في دول عديدة وتم اصطيادهم في مكان واحد، وفي حالة هروب تلك «الزهيوية» فإنها ستواجه تهما عديدة ومن أهمها القتل أو لنقل قتل الصحافيين وخاصة الأجانب، وآخر الأخبار فإن الصياد سيضرب عصفورين بحجر العصفور الأول ما قام بصيده من زهيوية داعش والعصفور الثاني هو صيده لمجموعة جديدة يطلق عليها اسم «مجموعة خرسان» بضربها والقضاء عليها.
تعليقات