تخلف الكويت فكرياً وثقافياً سببه التطرف الديني!.. بنظر حسن كرم
زاوية الكتابكتب سبتمبر 27, 2014, 12:21 ص 754 مشاهدات 0
الوطن
الفن والقانون ومأزق الإبداع
حسن علي كرم
حدث بيني وبين وزير الإعلام الأسبق المرحوم الشيخ سعود الناصر الصباح اتصال هاتفي وكان محور الاتصال عن الرقابة فقلت للمرحوم الشيخ سعود ان الرقيب ينبغي أن يكون اثقف من الكاتب أو المؤلف أو أي فن من الفنون كذلك ينبغي أن يمتلك الحاسة التي تستقرئ وبذكاء شديد النص وما وراء النص.. غير أن عندنا الرقباء موظفون عاديون قدراتهم الفنية والثقافية محدودة ولعل ذلك هو أحد أسباب العلاقة التصادمية بين الرقابة والمنتج الفني، يمكن فك التشابك والتصادم بين الرقابة والعمل الإبداعي بارتقاء كفاءة وقدرات الرقابة لا بقصقصة أجنحة الإبداع..!!
لا ريب بأن ثمة تراجعاً أو بالأصح رجعة ثقافية وفكرية يعانيها المشهد الثقافي والفني في الكويت ومرد ذلك هو تراجع الوعي الاجتماعي وهيمنة الفكر المتخلف والتطرف في الدين والذي لا يتوافق مع سماحة الدين الذي يقوم على الوسطية واليسر لا العسر وعلى ما تشهده الانسانية من التقدم والتطورات الهائلة والجبارة على كافة الصعد لا سيما على الصعيد المعرفي والثقافي.
إن اختراق الفضاء وإزالة الحدود قد ازالت الخصوصية التي كانت عليها المجتمعات من ثقافات وموروثات خاصة به. فأنت اليوم في هذا الجهاز الصغير الذي بين يديك وهو هاتفك الخلوي تقطع العالم في لحظة برق وتعلم ماذا حدث في اقصى بقاع الكرة الأرضية وهذا ليس معناه أن نرمي خصوصيتنا الاجتماعية والثقافية وموروثنا التاريخي في اقرب سلة للمهملات ونهرع للثقافة المستوردة وانما أن نفهم كيف نحافظ على خصوصيتنا مع أخذنا بالجديد وهذا ما يتطلب معرفة كيف نطور أدواتنا الرقابية والقانونية وخلق توافق بين الفن والابداع والرقابة والقانون لذلك اتصور أن كثرة الممنوعات والتي تتأسس على التشدد الديني والفكر المتخلف الأمر المؤكد أنه يتصادم مع الحداثة وسبل المعرفة ان قوانيننا يجب أن تنحى الى المرونة كما ان الرقابة اذا لم تقم على الوعي فهي مقصلة للفن والابداع. وسبيلنا الى التطور يقتضي ان نسلك الوسط ما بين الخصوصية الثقافية والمعرفة العالمية ولعل هذا ما يقتضي من الدولة ان تدفع الشباب من المبدعين والفنانين في جميع مجالات الابداع والفن إن كان مسرحاً او غناء او دراما تلفزيونية او سينما وفنونا تشكيلية الى الاحتراف والتفرغ فإلابداع يحتاج الى التفرغ ولعل محاسبة الفنانين الموظفين الذين «يزوغون» من الدوام الرسمي في الوظيفة الحكومية التي يشغلونها ذاهبين الى بلاتوهات التصوير هؤلاء لا شك يخترقون القانون ويشجعون غيرهم لاختراق القانون و«الزوغان» من الدوام ولعل الاجدر ان يتفرغ هؤلاء لأعمالهم الفنية خصوصاً ان الساحة الفنية تنشط في مجالات الدراما والمسرح وفنون الموسيقى والغناء.. ولعل ذلك ما ينسحب على الرياضيين والصحافيين، إن التفرغ يجب أن يكون طريقاً للاحتراف، سيما أن مع الضمان الاجتماعي لا خوف من التفرغ بل لعل التفرغ يتيح للفنان مزيداً من الفرص ومزيداً من الابداع والعمل الفني.
من هنا يقتضي من الحكومة تشجيع الفنانين والرياضيين والصحافيين وغيرهم على التفرغ مع ضمان التأمين الاجتماعي.
إن الكويت التي كانت سباقة في الفنون والثقافة وحازت الريادة في زمن كانت المنطقة تلفها استار الظلمة والكلاحة عليها أن تبقى سباقة، فما كانت عليه المنطقة في تلك الفترة لم تعد عليه اليوم إن السباق على الريادة بات مفتوحاً والكويت ليست وحدها في الميدان.
تعليقات