يكتب عادل المزعل عن كارثة نضوب النفط الكويتي!

زاوية الكتاب

كتب 1338 مشاهدات 0


الوطن

تذبذب أسعار النفط

عادل نايف المزعل

 

غير النفط الكويت وحولها من مجتمع صغير يعتمد في رزقه على البحر الى دولة اتسعت فيها مساحة العمران والمنشآت على اختلاف انواعها وتحول المواطن الكويتي من البحر الى مهن اخرى اقل خطورة واعظم مردودا وقيمة النفط لا تخفى على احد فهو المادة المحركة للحياة والتقدم الانساني ولا يخفى على احد ان النفط مادة ناضبة منتهية ولهذا جشعنا في استخراجه من باطن الارض ولم تعد هذه الحقيقة تشغلنا او نفكر مجرد التفكير فيها اننا دولة احادية الموارد ارتبط نموها واستثمارها وبناؤها ورفاهية ابنائها بالنفط فماذا إذا انتهى المورد وهو المصدر الوحيد للدخل عندنا؟
هذا هو السؤال الذي يحتاج الى عشرات الاجابات فهل اعددنا البلاد والناس لهذا اليوم المقبل ولاحظنا بالايام الماضية تذبذب اسعار النفط العالمية والذي يقدر سعر البرميل تقريبا بـ75 دولارا ويزيد من شأنه العجوزات بالموازنة والاستمرار في ارتفاع ابواب الموازنة في استقطاع المبالغ الكبيرة لمصلحة صندوق الاجيال القادمة وزيادة الدعم لأبواب السلع والخدمات بما يفوق 5 مليارات دينار وكذلك الباب الاول المتعلق بالرواتب. من يطالع احوالنا يرى اننا نبعثر اموالنا يمينا وشمالا في صور هبات ومنح لبعض الدول وبعضها من وقف مع الغزو العراقي، انفاق لا مردود له ولا جدوى منه فهل غاب عن المخططين - ان وجدوا - ان النفط هو المورد الوحيد لبلدنا فلا بنيتنا الاساسية اهتممنا بها في صناعة ولا زراعة، انها كارثة حقا ان ينتهي النفط من الكويت ولو احسنا التعامل مع اموال النفط التي بين ايدينا الآن بالانشاء الكامل للبنية التحتية لتكون صالحة لعشرات السنين ولا نحتاج بعد ذلك لإنفاق دينار واحد عليها ونبني المنشآت التعليمية ونشق الطرق ونقيم الجسور وننشئ كويتا جديدة على حدودنا من الشمال والجنوب من المناطق المحاذية لحدودنا الاقليمية، انشاءات كاملة تستوعب الزيادة السكانية ونوفر لها مرافقها الصحية والتعليمية والثقافية والدينية ونسعى جاهدين لخلق قاعدة صناعية متكاملة ونشجع الشباب الكويتي على العمل بالصناعة فليست الحياة قاصرة على مورد النفط فلنحسن التخطيط وندرك ادراكا كاملا بان النفط غير دائم وكل شيء لابد ان ينتهي ونعد انفسنا اعدادا ذكيا بالعلم والرغبة في العمل فالدول تقاس بقدرة ابنائها على الابداع ومواجهة المصاعب ونحن - ان شاء الله - اهل لها.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه اللهم آمين.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك